خرافات المتاسلمين 62 – خرافة ان من نقلوا القران هم من نقلوا السنة
الدكتور زهير جمعة المالكي
مما ابتليت به الرسالة الإسلامية دخول المال السياسي في اصل الدين فعمدت
الى فرض تقديس اشخاص من اجل منحهم قدسية كاذبة وحيث ان نصوص القران لم تسعفهم في إضفاء
تلك القدسية فقد اخترعوا عنعنات افتروها على رسول الله ومن اجل الدفاع عن عنعناتهم
يقولون حجتهم
أن الصحابة الذين نقلوا السنة هم أنفسهم الذين نقلوا القرآن، وبالتالى يكون نفى
السنة مساويا لنفى القرآن، وإثباتها مساويا لإثبات القرآن . فادعوا إن هذا القرآن، نُقل إلينا
بالرواية، تماما كما نُقلت مرويات الحديث، فإذا شككنا في رواية الحديث، شككنا في
رواية القرآن . ثم وضعوا على هذا الأساس قاعدة أخرى تقول: إن حجية (القرآن) ثبتت
بالرواية، كما أن حجية (الحديث) ثبتت بالرواية. ثم خرجوا بنتيجة: إن التشكيك في
(حجية الحديث)، يعد تشكيكا في (حجية القرآن) . ثم وضعوا في نهاية كل مصحف انهم
كتبوا (هذا المصحف جاء مطابقا لقراءة حفص عن عاصم او ورش او نافع او قالون او أي من
الأسماء التي اخترعوها واعتبروا ان هذا دليل على ان المصحف نقل بالرواية ونسوا
انهم كتبوا ان هذا المصحف مطابق لمصحف عثمان الذي هو مكتوب قبل ان يولد حفص او
غيره فقولهم ان من نقلوا القران هم من نقلوا السنة انما هو قول باطل وبنص القران
ان
الله في نص القران ذكر اكثر من خمس وخمسين أسماء للقران كما نقل الزركشي عن أبي
المعالي عُزيزي بن عبد الملك المعروف بشيدلة في كتابه (البرهان) "اعلم أنَّ
الله سمَّى القرآن بخمسة وخمسين اسمًا، سمَّاه كتابًا ومبينًا في قوله: {حم *
وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} [الزخرف:1، 2، والدخان:1، 2]. وقرآنًا وكريماً في قوله:
{ إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ} [الواقعة: 77]. وكلاماً: { حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ
اللَّهِ } [التوبة: 6]. ونوراً: { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا }
[النساء: 174]. وهدى ورحمة: { هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ } [لقمان: 3].
وفرقاناً: { نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ } [الفرقان: 1].وشفاء: {
وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ } [الإسراء: 82]. وموعظة: { قَدْ
جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ } [يونس:
57]. وذكراً ومباركاً: { وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ } [الأنبياء:
50]. وعلياً: { وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ }
[الزخرف: 4].وحكمة: { حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ } [القمر: 5]. وحكيم: { تِلْكَ آَيَاتُ
الْكِتَابِ الْحَكِيمِ } [يونس: 1]. ومهيمناً: { مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ
مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ } [المائدة: 48]. وحبلاً: { وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللَّهِ } [آل عمران: 103]. وصراطاً مستقيماً: { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي
مُسْتَقِيمًا } [الأنعام: 153]. وقيماً: { قَيِّمًا لِيُنْذِرَ } [الكهف: 2].وقولاً
وفصلاً: { إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ } [الطارق: 13]. ونبأ عظيماً: { عَمَّ
يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ } [النبأ: 1، 2]. وأحسن الحديث ومثاني
ومتشابهاً: { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا
مَثَانِيَ } [الزمر: 23]. وتنزيلاً: { وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ
} [الشعراء: 192]. وروحاً: { أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا }
[الشورى: 52].ووحياً:{ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ } [الأنبياء: 45].
وعربياً: { قُرْآَنًا عَرَبِيًّا } [يوسف: 2]. وبصائر: { هَذَا بَصَائِرُ }
[الأعراف: 203]. وبياناً: { هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ } [آل عمران: 138]. وعلماً: {
مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ } [البقرة: 145]. وحقاً: { إِنَّ هَذَا
لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ } [آل عمران: 63]. وهادياً: { إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ
يَهْدِي } [الإسراء: 9].وعجباً: { قُرْآَنًا عَجَبًا } [الجن: 1]. وتذكرة: {
وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ } [الحاقة: 48]. والعروة الوثقى: { اسْتَمْسَكَ
بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } [البقرة: 256]. وصدقاً: { وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ
} [الزمر: 33]. وعدلاً: { وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا }
[الأنعام: 115]. وأمراً: { ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ }
[الطلاق: 5]. ومنادياً: { يُنَادِي لِلْإِيمَانِ } [آل عمران: 193].وبشرى: { هُدًى
وَبُشْرَى } [النمل: 2]. ومجيداً: { بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ } [البروج: 21].
وزبوراً: { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ } [الأنبياء: 105]، وبشيراً
ونذيراً:{ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
* بَشِيرًا وَنَذِيرًا } [فصلت: 3، 4].وعزيزاً: { وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ }
[فصلت: 41]. وبلاغاً: { هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ } [إبراهيم: 52]. وقَصَصاً: {
أَحْسَنَ الْقَصَصِ } [يوسف: 3]، وسماه أربعة أسماء في آية واحدة: { صُحُفٍ
مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ } [عبس: 13، 14] .
القرآن نص واحد لايختلف اوله عن اخره
والايمان بكتاب الله عقيدة مثلها مثل الايمان بالله ورسوله. وهو كتاب الله المجموع
بين ايدينا كاملا لم يأته الباطل من بين يديه ولامن خلفه "يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ
عَلَى رَسُولِهِ" . والقرآن لايمكن أن تقيمه أو تسقطه جموع المحدثين او حتى
الصحابه والمؤرخين فقد تحدى البشر بنصه لا بسنده فليس للقرآن سند ولا رواة
ولاسلاسل ذلك لأنه كتاب الله : "فأتوني بعشر سور مفتريات " "سورة
من مثله" . والقرآن كان مجموعا و مدونا في عصر النبي بنصوص صريحة من القران الله تعالى بيّن في أول سورة البقرة،
أن الآيات القرآنية التي كانت تتنزل على رسول الله، ستؤول في النهاية إلى كتاب قبل
وفاته، وهذا ما يُفهم من وجود اسم الإشارة (ذلك)، فقال تعالى: "ذَلِكَ
الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ" وقال "
وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ " ، وقال "كَلَّا
إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13)
مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ " ، وقال " وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ
اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا " . هل يمكن لنا
أن نعتمد على البشر في حفظ الأحكام و العبادات لأنه أغلبهم فاسقين و غير أهل
للثقة بنص القران ؟
"وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي
الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ
وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ" ، "وَمَا
يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ".
لقد تعهد الله بحفظه القران بآية صريحة و واضحة "إِنَّا نَحْنُ
نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " . عندما نتحدث عن حفظ
الذكر فإننا نتحدث عن الكتب السماوية عامة
و القرآن خاصة و لا شيء غيرها "ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ". و حدد التذكير بالقران فقط " نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ
وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ"
. عند ذكر الكتاب فالمقصود كتاب يحتوي بين طياته تبيان لكل شيء أي كل ما يخص
العبادات و الأحكام "وَيَوْمَ
نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ
شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ
شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ " . أن حفظ (الذكر) ليس
معناه حفظ أوراق المصحف لقد حرق حتى من يدعون الإسلام الاف النسخ من القران وهناك
من كتبوا جملا يحاكون فيها الجمل القرآنية، وأطلقوا على كتاب من كتبهم اسم
(الفرقان الحق) موجود على شبكات التواصل الاجتماعي. أصحاب الحديث مازالوا الى
اليوم مختلفين في تضعيف وتحسين الاحاديث وفقا لاهوائهم الشخصية فما يضعفه احدهم
يحسنه الاخر وهذا لايمكن ان يحصل مع القران فلو ان جميع المحدثين والرواة
و(الصحابة ) شككوا في اية واحدة يبقى واجبا على المومن ان يؤمن بنص القران والا
خرج عن الإسلام .
من قواعد القرآن الثابته في تقيم
المجتمعات ان أكثر الناس لايؤمنون ! ولايفقهون! ولايعلمون: فيقول "وَالَّذِيَ
أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ
يُؤْمِنُونَ" . ويقول "وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ
بِمُؤْمِنِينَ" . فهل خلف الرسول محمد كانوا امة من الصالحين ؟ بنص القران
الجواب كلا :يقول القران "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ
قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ
وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي
اللَّهُ الشَّاكِرِينَ " . ويقول "وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ
الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ
لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ
يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ " . كذلك يقول "وَأَنِ احْكُمْ
بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ
أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا
فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ
وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ" . ويقول "وَإِنْ كَادُوا
لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا
غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ
كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا " . كذلك يؤكد القران ان المؤمنين
قلة ولو أحصيت من خلص ايمانه منهم واستقام لوجدتهم أيضا هم الأقل عددا بنص القران "وَمَا
يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ" .
كذلك يؤكد
القران ان بين اتباع الرسول الكثير من المنافقين والمرجفين "لَئِن لَّمْ
يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي
الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا
قَلِيلًا " .كان من بين اتباع الرسول من يعرض عن طاعة الرسول والرضى بقضائه "أَلَمْ
تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ
وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ
وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ " . أن
الله تعالى لو أسند جمع القرآن للصحابة، لوصل إلينا روايات مذهبية، كما وصلت
مرويات المحدثين، كلٌ حسب مدارسته في الجرح والتعديل، والتصحيح والتضعيف . فقال
تعالى " لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ" – "إِنَّ
عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ". فالسنة يتهمون الشيعة بتحريف القرآن، وأن
عندهم قرآنا غير القرآن الموجود بين أيدي المسلمين، والشيعة يتهمون السنة بتحريف
القرآن، والتقول على الله بغير علم. ومنها ما رواه البخارى في صحيحه، (4944)، حيث
قال:"(حدثنا
عمر، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، قال: قدم أصحاب عبد الله على أبي
الدرداء فطلبهم فوجدهم، فقال أيكم يقرآ عليَّ قراءة عبد الله؟! قال: كلنا، قال
فأيكم أحفظ؟! فأشار إلى علقمة قال: كيف سمعته يقرأ «والليل إذا يغشى»؟! قال علقمة:
«والذكر والأنثى»، قال أشهد أني سمعت النبي يقرأ هكذا، وهؤلاء يريدونني على أن
أقرأ: «وما خلق الذكر والأنثى»، والله لا أتابعهم" . اختلاف الصحابة حول صحة
آية في كتاب الله بحسب روايات البخاري يُقسم أحد الصحابة بالله، أن رسول الله علمه
الآية، الموجودة في المصحف اليوم، في سورة الليل، وهي: "وَمَا خَلَقَ
الذَّكَرَ وَالأُنْثَى"، علمه إياها هكذا: "وَالذَّكَرَ وَالأُنْثَى
" بدون جملة "مَا خَلَقَ" ويصر فريق من الصحابة، أن الآية التي بها
جملة «مَا خَلَقَ»، هي الصحيحة. إن حذف جملة «مَا خَلَقَ» من الآية،
ليس قراءةً من (القراءات)، كما قد يدعي البعض، لأنه على فرض أنها كانت من
(القراءات)، ما حدث حولها خلاف بين الصحابة
عبيد التراث إخترعوا العبادات
لم يتم تفصيلها في القرآن يتهمون القرآن بعدم التفصيل مكذبين بذلك صريح نصوصه
"لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ
حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ
شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" . يأمرون الناس بإتباع ما
تناقلوه عن أسلافهم وينكرون التواتر على الاخرين التدوين هو عدو المحرفين و هو
السبيل الوحيد الذي حافظ على القرآن من التحريف و مع ذلك نجد تلاعب في نطق و معاني
العديد من كلاماته . وما موجود بين أيدينا من مصاحف يثبت ان تلك المصاحف كتبت في
العصر الأول للاسلام بعكس كتب الاحاديث التي لايوجد ما يدل على وجودها أصلا فلا
يوجد مخطوطات كتبت بيد من ادعوا انهم الفوا تلك الكتب .
التواتر مجرد محاولة يائسة لتبرير
شرائعهم البشرية التي فرضوها على دين الله تعالى و بدون شعور يعطون الحجة لبقية
الملل الكذابة التي تتبع نفس المنهج. إن العلاقة بين (الرسول)، و(القرآن)، و(الكون)، منظومة متكاملة،
يستحيل أن يخترقها إنس ولا جان، ومن الآيات القرآنية التي جاءت تبيّن هذه العلاقة،
قوله تعالى: "أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ،
وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ، وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدْ اقْتَرَبَ
أَجَلُهُمْ، فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ" . كذلك القرآن، قد حمل
في ذاته، الآية الدالة على أنه من عند الله، فقال تعالى:
"وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ، قُلْ إِنَّمَا
الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ، وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ" قال الله بعدها:
"أَوَ لَمْ يَكْفِهِمْ، أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى
عَلَيْهِمْ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى، لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" .
اما مسألة مساواة حجية (المرويات) بحجية (القرآن)، لإعطاء قدسية لهذه (المرويات)،
على مستوى الفرق الإسلامية المختلفة، بدعوى أن العامل المشترك بينهما، هو (السند
الروائئ) "وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً، (فَلَنْ يُقْبَلَ
مِنْهُ)، وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ" فأي إسلام سيقبله الله
تعالى الإسلام الذي قام على مرويات (جمع القرآن)، حسب مرجعيات (أهل السنة)، أم حسب
مرجعيات (الشيعة)؟.
يقولون
ان القران وصلنا بالتواتر " ويراد به إخبار جماعة يمتنع تواطؤهم على الكذب ،
وصدورهم جميعا عن خطأ أو اشتباه أو خداع حواس ، على أن يجري هذا المستوى في
الأخبار في جميع طبقات الرواة حتى الطبقة التي تنقل عن المعصوم مباشرة "
ولكنهم فيي نفس الوقت يقرون ان التواتر
لايشترط فيه العدالة ولا الإسلام عند كافة علماء السنة . جاء في مذكرة أصول الفقه
على روضة الناظر، المؤلف: الشنقيطي؛ محمد الأمين بن محمد
المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي ، الناشر: مجمع
الفقه الإسلامي بجدة - دار عالم الفوائد ، سنة النشر: 1426 الصفحة 152 "ليس من شروط التواتر أن يكون
المخبرون مسلمين ولا عدولا , الخ.. خلاصة ما ذكره في هذا الفصل أن التواتر لا
يشترط في المخبرين به إسلام ولا عدالة لأن القطع بصدق خبرهم من حيث ان اجتماعهم
وتواطأهم على الكذب مستحيل عادة لكثرتهم والعادة تحيل ذلك في الكفار والمسلمين
وليس صدق خبرهم من حيث أن المخبرين به عدول مسلمون " . كذلك في كتاب الإحكام في أصول الأحكام – تاليف علي بن محمد الآمدي ، تحقيق عبد
الرزاق عفيفي ، الناشر:
دار الصميعي ، سنة النشر: 1424 – 2003 الجزء الثاني الصفحة 38 " ذَهَبَ
بَعْضُهُمْ إِلَى أَنَّ شَرْطَ الْمُخْبِرِينَ أَنْ يَكُونُوا مُسْلِمِينَ
عُدُولًا؛ لِأَنَّ الْكُفْرَ عُرْضَةٌ لِلْكَذِبِ وَالتَّحْرِيفِ، وَالْإِسْلَامُ
وَالْعَدَالَةُ ضَابِطُ الصِّدْقِ وَالتَّحْقِيقِ فِي الْقَوْلِ؛ وَلِهَذِهِ
الْعِلَّةِ اخْتَصَّ الْمُسْلِمُونَ بِدَلَالَةِ إِجْمَاعِهِمْ عَلَى الْقَطْعِ،
وَلِأَنَّهُ لَوْ وَقَعَ الْعِلْمُ بِتَوَاتُرِ خَبَرِ الْكُفَّارِ لَوَقَعَ
الْعِلْمُ بِمَا أَخْبَرَ بِهِ النَّصَارَى مَعَ كَثْرَةِ عَدَدِهِمْ عَنْ قَتْلِ
الْمَسِيحِ وَصَلْبِهِ، وَمَا نَقَلُوهُ عَنْهُ مِنْ كَلِمَةِ التَّثْلِيثِ. وَهُوَ بَاطِلٌ، فَإِنَّ نَجِدُ مِنْ أَنْفُسِنَا الْعِلْمَ
بِأَخْبَارِ الْعَدَدِ الْكَثِيرِ، وَإِنْ كَانُوا كُفَّارًا كَمَا لَوْ أَخْبَرَ
أَهْلُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ بِقَتْلِ مَلِكِهِمْ". قال ابن قدامة في روضة
الناظر في الجزء الأول في الصفحة أربعين يقول: (ليس من شروط التواتر أن يكون
المخبرون مسلمين ولا عدولا) انظروا حتى أن يكونوا مسلمين لا يحتاج الأمر ولا حتى
عدول، ليس من شروط التواتر أن يكون المخبرون مسلمين ولا عدولاً لأن إفضاؤه إلى
العلم من حيث أنهم مع كثرتهم لا يتصور إجتماعهم على الكذب وتواطؤهم عليه ويمكن ذلك
في الكفار كإمكانه في المسلمين."
يحاول
بعض عبيد التراث تدليس ان هناك عشرة قراءات مختلفة للقران وللرد عليه يقول الامام
الزركشي: ((إنهما حقيقتان متغايرتان فالقرآن هو الوحي المنزل على محمد صلى الله
عليه وآله ,والقرآءات هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في كتبة الحروف أو كيفيتها)).مما تقدم يتضح ان هذه المقولة انما هي من اكاذيبهم لان
الله الذي انزل كتابه على رسوله متعهدا بحفظه وجعله مكتوبا والذي وصف المجتمعات
البشرسية بان اغلبهم لايؤمنون وقال ان المؤمنين هم اقلية في الأرض وان من كانوا
حول الرسول لم يكونوا جميعهم من الصالحين بل ان الصالحون بينهم قليل لذلك ما كان
ليترك دينه تتلاعب به عقول البشر اذن لوصلنا القران نصوصا متضاربه ولكنه حفظه من
ان تتلاعب به السنة الناس كذلك فحتى الذين قالوا بالتواتر لم يستطيعوا إخفاء ان
التواتر لايعني العدالة بل لايعني الإسلام حتى لذلك كان التدوين هو الأداة التي
حفظ بها الله قرانه ومن كتب المصحف هو مثله مثل المطابع التي اخترعها غوتنبرغ حتى
لو شاء القائمون عليها التلاعب لما استطاعوا .
تعليقات
إرسال تعليق