الشواء بوصفة السلف (الصالح )
الدكتور زهير جمعة المالكي
من امثلة (الرحمة ) التي تفنن بها
السلف (الصالح ) فنون الشواء فقد كان لهم القدح المعلى في نشر (رحمة الإسلام )
ونقل دين من (بعث رحمة للعالمين ) والتاريخ منذ 1400 سنة ينقل لنا حوادث (ناصعه )
عن شواء السلف (الصالح ) رغم ان الله قد نفى الظلم عن نفسه وتوعد الظالمين اشد
الوعيد فقال ( فقطع دابر ألقوم الذين ظلموا) . ولكن هذا ما جاء في كتب السلف
(الصالح )
:
لو عدنا في
التاريخ نرى أبو بكر ابن ابي
قحافة اول من تولى الحكم بعد الرسول قد أحرق (الفجاءة السلمى) حياً ومقمطأ . ذكر
ذلك ابن الاثير وكذلك ابن خلدون وابن كثير في البداية والنهاية - سنة احدى عشرة من الهجرة الحوادث الواقعة في الزمان ووفيات المشاهير
والأعيان سنة احدى عشرة من الهجرة - أبو بكر يقتل الفجاءة الجزء : ( 9 ) - رقم
الصفحة : ( 456 )" - .... قصة الفجاءة : واسمه إياس بن عبد الله بن عبد ياليل
بن عميرة بن خفاف من بني سليم ، قاله ابن اسحاق ، وقد كان الصديق حرق الفجاءة
بالبقيع في المدينة ،. وذكر ابن عبد ربه - العقد الفريد - كتاب العسجدة الثانية في
الخلفاء وتواريخهم وأيامهم أبي بكر الصديق (ر) - استخلاف أبي بكر لعمر الجزء : ( 5
) - رقم الصفحة : ( 21 ) "- .... وصاحبك كما تحب ولا نعلمك أردت الا الخير
ولم تزل صالحا مصلحا مع إنك لا تأسى على شيء من الدنيا ، فقال : أجل أني لا آسي
على شيء من الدنيا الا على ثلاث فعلتهن وودت إني تركتهن ، وثلاث تركتهن ووددت أني
فعلتهن ، وثلاث وددت أني سالت رسول الله (ص) عنهن ، فأما الثلاث التي فعلتهن
ووددت إني تركتهن : فوددت أني لم اكشف بيت فاطمة ، عن شيء وأن كانوا أغلقوه علي
الحرب ، ووددت أني لم اكن حرقت الفجاءة السلمي وأني قتلته سريحا أو خليته نجيحا ،
ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة قد رميت الأمر في عنق أحد الرجلين فكان أحدهما
أميرا وكنت له وزيرا
..."
. كذلك احرق أبو
بكر شجاع ابن ورقاء كما ذكر ابن حزم الاندلسي في كتابه رسائل ابن حزم الأندلسي
المؤلف: علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي أبو محمد المحقق: إحسان عباس الناشر:
المؤسسة العربية للدراسات والنشر سنة النشر: 1987" ذكر أبو عبيدة معمر بن
المثنى اسم المحرق فقال: هو شجاع ابن ورقاء الأسدي أحرقه بالنار أبو بكر الصديق
" . وهو نفس الذي ذكره اليعقوبي في تاريخه " فلما قدم به على أبي بكر
أخرجه إلى البقيع فحرقه بالنار، وحرق أيضا رجلا من بني أسد يقال له شجاع بن ورقاء" . و كانت وصية ابي بكر لقادة جيوشه التحريق كما في تاريخ الطبري تاريخ
الرسل والملوك، لابن جرير الطبري؛ محمد بن جرير بن يزيد الطبري، أبو جعفر تحقيق
محمد أبو الفضل إبراهيم الناشر: دار المعارف سنة النشر: 1387 - 1967الصفحة 279 "حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق ، عن
طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ؛ أن أبا بكر كان من عهده إلى
جيوشه : أن إذا غشيتم داراً من دور الناس فسمعتم فيها أذانا للصلاة ، فأمسكوا عن
أهلها حتى تسألوهم ما الذي نقموا ! وإن لم تسمعوا أذاناً ، فشنوا الغارة ، فاقتلوا
، وحرقوا"
. ذكر الطبري في كتاب تاريخ الرسل والملوك الجزء الثالث الصفحة 277
" وكان مما أوصى به أبو بكر : إذا نزلتم منزلا فأذنوا وأقيموا ؛ فإن أذن
القوم وأقاموا فكفوا عنهم ؛ وإن لم يفعلوا فلا شيء إلا الغارة ؛ ثم اقتلوهم كل
قتلة ؛ الحرق فما سواه
"
اما عن قادة جيوش ابي بكر فنرى ان جنود خالد رؤوس
اسرى بني يربوع اثافي للقدور يروي الطبري الصفحة 279 " عن خزيمة ، عن عثمان ،
عن سوبد ، قال : كان مالك بن نويرة من أكثر الناس شعراً ؛ وإن أهل العسكر أثفوا
برءوسهم القدور ، فما منهم رأس إلا وصلت النار إلى بشرته ما خلا مالكاً ، فإن
القدر نضجت وما نضج رأسه من كثرة شعره ، وقى الشعر البشرة حرها أن يبلغ منه ذلك " . جاء في كتاب (مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ) تاليف محمد بن
عبد الوهاب منشورات وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية سنة النشر:
1418 – 1998 " ثم لحق المسلمون أصحاب طليحة فقتلوا وأسروا. وصاح خالد لا
يطبخن رجل قدرا، ولا يسخنن ماء إلا وأثفيته رأس رجل وتلطف رجل من بني أسد حتى وثب
على عجز راحلة خالد، فقال: أنشدك الله أن لا يكون هلاك مضر على يدك، يا خالد حكمك
في بني أسد. فنادى خالد: من قام فهو آمن. فقام الناس كلهم. وسمعت بذلك بنو عامر.
فأعلنوا الإسلام. وأمر خالد بالحظائر أن تبنى، ثم أوقد فيها النار. ثم أمر بالأسرى
فألقيت فيها. وألقي فيها يومئذ حامية بن سبيع الذي استعمله رسول الله صلى الله
عليه وسلم على صدقات قومه. وأخذت أم طليحة فعرض عليها الإسلام، فوثبت. وأخذت فحمة
من النار وهي تقول: يا موت عم صباحا، كافحته كفاحا، إذ لم أجد براحا. وذكر
الواقدي: أن خالدا جمع الأسرى في الحظائر. ثم أضرمها عليهم فاحترقوا أحياء. ولم
يحرق أحدا من فزارة". . عبدالرزاق
الصنعاني، یذکر بسند صحيح الذی کل رواته، رواة البخاري و مسلم و بدرالدين العيني
ایضا فی عمدة القاري یقول : " عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه
قال حرق خالد بن الوليد ناسا من أهل الردة فقال عمر لأبي بكر أتدع هذا الذي يعذب
بعذاب الله فقال أبو بكر لا أشيم سيفا سله الله على المشركين " المصنف ، ج 5
ص 212 ، اسم المؤلف: أبو بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني المتوفی: 211 ، دار
النشر : المكتب الإسلامي - بيروت - 1403 ، الطبعة : الثانية ، تحقيق : حبيب الرحمن
الأعظمي و عمدة القاري شرح صحيح البخاري ، ج 14 ص 264 ، اسم المؤلف: بدر الدين
محمود بن أحمد العيني المتوفی: 855هـ ، دار النشر : دار إحياء التراث العربي –
بيروت . ابن حجر العسقلاني فی فتح الباري بشرح صحيح البخاري ایضا یقول : ويدل على
جواز التحريق فعل الصحابة ... وقد حرق أبو بكر البغاة بالنار بحضرة الصحابة وحرق
خالد بن الوليد بالنار ناسا من أهل الردة " فتح الباري بشرح صحيح البخاري ، ج
6 ص 150 ، اسم المؤلف: أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي المتوفی:
852 ، دار النشر : دار المعرفة - بيروت ، تحقيق : محب الدين الخطيب . الجصاص ایضا
یشیر الی هذا العمل من ابی بکر و یقول: "وروى قتادة عن أنس قال لما قاتل أبو
بكر أهل الردة قتل وسبي وحرق " أحكام القرآن ، ج 5 ص 317 ، اسم المؤلف: أحمد
بن علي الرازي الجصاص أبو بكر المتوفی: 370 ، دار النشر : دار إحياء التراث العربي
- بيروت - 1405 ، تحقيق : محمد الصادق قمحاوي .
أبوموسى الأشعري ومعاذ بن جبل كانا يريان جواز الحرق كما قال ابن حجر
في فتح الباري:12/243: (وفي رواية الطبراني التي أشرت إليها: فأتى بحطب فألهب فيه
النار، فكتَّفه وطرحه فيها ! ويمكن الجمع بأنه ضرب عنقه ثم ألقاه في النار. ويؤخذ
منه أن معاذاً وأبا موسى كان يريان جواز التعذيب بالنار، وإحراق الميت بالنار
مبالغة في إهانته، وترهيباً عن الإقتداء به ). ورد في مجمع الزوائد , الهيثمي، أبو
موسى الأشعري ومعاذ بن جبل، 6/264، " عن أبي موسى ومعاذ بن جبل رضي الله
عنهما: “أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ بعثهما إلى اليمنِ وأمرهما أن يُعَلِّما الناسَ
القرآنَ قال فجاء معاذٌ إلى أبي موسى يزورُه فإذا عنده رجلٌ مُوثَقٌ بالحديدِ فقال
يا أخي أوبعَثَنا نُعَذِّبُ الناسَ إنما بعثَنا نُعَلِّمُهم دِينَهم ونأمرُهم بما
ينفعُهم فقال إنه أسلَم ثم كفر فقال والذي بعث محمدًا بالحقِّ لا أبرحُ حتى
أَحرقَه بالنّارِ فقال أبو موسى إنَّ لنا عندَه بَقِيَّةً فقال واللهِ لا أبرحُ
أبدًا قال فأتى بحطبٍ فألهَب فيه النارَ وكتَّفَه وطرحَه”رجاله رجال الصحيح. كما قام معاوية بوضع
محمد بن أبى بكر داخل بطن حمار، ثم أشعل فيه النيران حتى ملأت رائحة اللحم المشوي
المكان كله !!. وقد حزنت عليه السيدة عائشة حزنا شديدا، لدرجة أنها حرمت على نفسها
أكل اللحم المشوي منذ ذلك التاريخ.. (إبن الأثير "أسد الغابة" الجزء 4 ص
324) . كما نرى ان " ام حبيبة بنت ابي سفيان وللتعبير عن فرحتها بقتل معاوية
لأخ ضرتها عائشة (محمد بن أبي بكر كما يروي كتاب " المنتظم في تاريخ الملوك
والأمم " ، تأليف "عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن الجوزي أبو
الفرج " ، تحقيق محمد عبد القادر عطا ومصطفى عبد القادر عطا ، 1415 – 1995،
الجزء الخامس الصفحة 151-152 "أمرت أم حبيبة بنت أبي سفيان بكبش فَشُوِيَ
وبعثت به إلى عائشة وقالت: هكذا قد شُوِيَ أخوك ! فلم تأكل عائشة بعد ذلك شواء حتى
ماتت
".
ومن تاريخ السلف نرى خالد القسري
يحرق وزيرا السختياني وجماعته احياء في المسجد وهم يقراون القران يقول الطبري في
تاريخه الجزء الخامس وفي عام 119 في مسجد الكوفة قام خالد بن عبدالله القسري بحرق
الوزير السختياني مع أصحابه، “. فأمر بهم فأدخلوا المسجد وأدخلت أطنان القصب فشدوا
فيها ثم صب عليهم النفط ثم أخرجوا فنصبوا في الرحبة ورموا بالنيران فما منهم أحد
إلا من اضطرب وأظهر جزعا إلا وزيرا فإنه لم يتحرك ولم يزل يتلو القرآن حتى مات.
”برواية الطبري ج 7 134 .
في دولة بني العباس قام الخليفة العباسى
أبو جعفر المنصور، قام بقطع أصابع الكاتب المعروف عبد الله بن المقفع (صاحب كليلة
ودمنه)، وقام بشوي أصابعه على النار أمام عينيه، ثم أجبره على أكلها.. وبعد ذلك
بدأ يقطع أجزاء من جسده جزءا جزءا، ويشويها أمام عينيه، ثم يجبره على أكلها !!.
واستمر أبو جعفر المنصور هكذا إلى أن مات عبد الله بن المقفع !!..المرجع (تاريخ
الخلفاء للسيوطي "209/4"). وكذلك المعتصم العباسي
يحرق غناما المرتد كما ذكر الطبري في تاريخه ( وفيها أجلس المعتصم أشناس على كرسي،
وتوجه ووشحه في شهر ربيع الأول. وفيها أحرق غنام المرتد. ) .الخليفة
المقتدر بالله العباسي يحرق الحلاج ففي يوم السادس والعشرين من مارس عام 309 هجريا
أخرج الحلاج من محبسه وجلد جلدا شديدا ثم صُلب حيا حتى فاضت روحه إلى بارئها، وفي
اليوم التالي قطعت رأسه، وأحرق جثمانه، ونثر رماده في نهر دجلة، وقيل أن بعض
تلاميذه احتفظوا برأسه ومن المعروف أن القاضي أبو عمر المالكي هو من حكم بقتل
الحلاج، بعد أن رأى كفره ومروقه وتماديه في الضلال – على حد زعمه- وقد أمر الخليفة
بإنفاذ الحكم، على أن تقطع يداه ورجلاه من خلاف ثم يضرب عنقه ثم يحرق جثمانه
ويرُمي برماده في نهر دجلة
كان ابن الزيات
وزيرًا لثلاثة خلفاء عباسيين هم: "المعتصم بالله" وولداه "الواثق
بالله" و"المتوكل على الله"، زابن الزيات اسمه أبو جعفر محمد بن
عبد الملك بن أبان بن حمزة. ذكر ابن خلكان في كتابه وفيات الأعيان وأنباء أبناء
الزمان " وكان يتخذ "تنورًا" من حديد وأطراف مساميره المحددة إلى
داخل، وهى قائمة مثل رؤوس المسال، وكان يعذب فيه المصادرين وأرباب الدواوين
المطالبين بالأموال، فكيفما انقلب واحد منهم أو تحرك من حرارة العقوبة، تدخل
المسامير فى جسمه، فيجدون لذلك أشد الألم لم يسبقه أحد إلى هذه المعاقبة. وكان إذا
قال أحد منهم: أيها الوزير ارحمني، فيقول له: الرحمة خور فى الطبيعة .أما عن
نهايته فإنه لما اعتقله المتوكل، أمر بإدخاله فى التنور، وقيده بخمسة عشر رطلاً من
الحديد فقال: يا أمير المؤمنين ارحمني، فقال له: الرحمة خور فى الطبيعة، كما كان
يقول للناس. وفي عام 276 هـ .. أمر أحمد بن طولون صاحب مصر والشام.. بحبس الأديب
والكاتب أحمد بن حنون الفايدي، وكان كاتبه الخاص ثم أمر به، فجعل في تابوت، وأحرقه
بالنار وهو حي يستغيث حتى سكن..“ العيون والحدائق ج 4 ص 120". وهكذا تتوالي
الأخبار.و حرق المعتضد لمحمد بن الحسن بن سهل، المعتضد بالله، سنة 280 هجرية،
حيث أحرق محمد بن الحسن بن سهل، بأن أمر بشدِّهِ على أعمدة الخيام، وتم تأجيج
نارٍ، وطلب من عُمَّاله أن يُقلِّبُوه على النار كأنه طيرٌ يُشوى».. حتى انشوى
ومات، وكان كل ذنبه أنه سعى إلى بيعةِ خليفةٍ من أولاد الواثق. و حرق الوزير ابن الفرات لكثير من خصومه.. برواية ابن الأثير الجزء 8 ص
146
فى دولة
المماليك زمن سلطنة قايتباى إشتهر الداودار يشبك بن مهدي بقسوته . وقد ظفر بأحد مشايخ الأعراب من بنى عدي فضربه بالمقارع وأمر بأن يشوى
بين يديه بالنار وهو حى فصار يستغيث ولا يغاث وأخر الأمر أطلقه بعد أن قيل للأمير
الداودار: لا يعذب بالنار إلى خالقها. حدث ذلك يوم الخميس 14 ربيع الأول 874.
تعليقات
إرسال تعليق