اغتيالات باسم الاسلام 10- من قتل محمد ابن ابي بكر ؟

 

الدكتور زهير جمعة المالكي

محمد ابن ابي بكر ابن ابي قحافة هو ابن ابي بكر ابن ابي قحافة الذي تولى الحكم بعد موت الرسول وهو اصغرابنائه من اخر زوجاته أسماء بنت عميس الخثعمية . ولد محمد في سنة حجة الوداع . وتربى في حجر علي ابن ابي طالب الذي تزوج من ام محمد أسماء بنت عميس بعد مقتل ابي بكر مسموما . قال عنه الدركزلي في كتاب الأعلام قاموس تراجم تأليف خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس، الزركلي (بكسر الزاي والراء) الدمشقي ،  الناشر: دار العلم للملايين ،  سنة النشر: 2002  المجلد السادس الصفحة 220 " كان يدعى (عابدُ قريش)" . وهو جد الإمام جعفر الصَّادق لأمه، لأن أم الإمام الصادق هي أم فروة، وقيل اسمها فاطمة وكنيتها أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر. كان مقتله صورة من صور (الرحمة) التي كان يتعامل بها السلف (الصالح) حيث تم شوي (محمد ابن ابي بكر ) في جوف حمار و(رقصت ) فيه زوجة عثمان فرحا ونزفت ثديا ام المؤمنين دما والذي لديه مشكلة من القصة يرجع الى كتبه فهذه كتب (اهل السنة والجماعة ) . فمن قتل (خال المؤمنين ) محمد ابن ابي بكر وشواه في جوف حمار ؟ لنبدء القصة من البداية .

            ولد محمد ابن ابي بكر كما يروي ابن حجر العسقلاني في الإصابة في تمييز الصحابة - تتمة حرف الميم  القسم الثاني : من له رؤية - الميم بعدها الحاء - 8313 - محمد بن أبي بكر الصديق الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 193 / 194 )) " 8313 - محمد بن أبي بكر الصديق : تقدم نسبه في ترجمة والده عبد الله بن عثمان ، وأمه أسماء بنت عميس الخثعمية ، ولدته في طريق المدينة إلى مكة في حجة الوداع ، كما ثبت عند مسلم في حديث جابر الطويل". و تزوجت أسماء أبو بكر بعد إستشهاد جعفر ابن ابي طالب في معركة مؤتة ، فأنجبت له محمدًا سنة 11 للهجرة - حجّة الوداع - ، و توفي أبو بكر سنة 13 للهجرة . ثم تزوجها علي ابن ابي طالب فتربّى مُحمّد في حِجره و عاش في كَنَفه فكان رَبيبَه ، حتى قال فيه (ع) : "مُحمّد ابني من صُلبِ أبي بكر" .

لم تكن علاقة أسماء بنت عميس مع بقية عائلة زوجها علاقة ودية فقد منعت أسماء وكانت مقربة من فاطمة الزهراء بنت رسول الله عائشة بنت ابي بكر من الدخول على فاطمة في مرض موتها بناء على طلب فاطمة الزهراء مما حمل عائشة على الشكوى منها . في مرض فاطمة الزهراء كانت تتحرج من ان توضع على النعش " فقالت اسماء : يا بنت رسول الله الا اُريك شيئا رأيته بارض الحبشة : فدعت بجرائد رطبة فحنّتها ثم طرحت عليها ثوبا ، فقالت فاطمة : ما أحسن هذا وأجمله : تُعرف به المرأة والرجال ، فاذا أنا متّ فاغسليني أنت وعلي ، ولا تُدخلي عليّ أحدا . فلما تُوفيت جاءت عائشة تدخل ، فقالت اسماء : لا تدخلي . فشكت الى أبي بكر ، فقالت : هذه الخثعمية تحول بيننا وبين بنت رسول الله « ص » ، وقد جعلت لها مثل الهودج ، فجاء ابوبكر فوقف على الباب فقال : يا اسماء ما حملك على أن منعت ازواج النبي « ص » أن يدخلن على بنت رسول الله « ص » فقالت : أمرتني أن لا يدخل عليها أحد ... قال ابوبكر فاصنع ما أمرتك ، ثم انصرف ، فغسلها عليّ وأسماء " (1 أخرجه الدولابي في "الذرية الطاهرة" (214)، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (647)، والحاكم في "فضائل فاطمة" (86)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (2/ 43)، والبيهقي في "الكبرى" (4/ 34)، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (4/ 1897)) . وكذلك لم تكن علاقة عائشة مع اخيها محمد بالودية فقد انضم الى جيش علي ابن ابي طالب في حرب الجمل ضد جيش اخته عائشة يروي ابن حجر في كتابه لسان الميزان قال "ورأيت عائشة طويلة بيضاء بوجهها أثر جدري وسمعتها تقول لأخيها محمد يوم الجمل أحرقك الله بالنار في الدنيا والآخرة" (لسان الميزان ،  المؤلف: ابن حجر العسقلاني؛ أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني، أبو الفضل، شهاب الدين، ابن حجر،  المحقق: عبد الفتاح أبي غدة ،  الناشر: مكتب المطبوعات الإسلامية ،  سنة النشر: 1423 – 2002 ، الصفحة 383 ) .

            عندما بدأت الامصار تثور ضد سياسة عثمان وحكومته برز اسم محمد ابن ابي بكر وكان مقيما في مصر يروي ابن شبة النميري في كتابه تاريخ المدينة - خبر المغيرة بن الأخنس بن شريق الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة  1307 "حدثنا : إبراهيم بن المنذر ، قال : حدثنا : عبد الله ابن وهب ، عن الليث بن سعد ، قال : كان أشد الناس على عثمان المحمدون : محمد بن أبي بكر ، ومحمد بن أبي حذيفة ، ومحمد بن عمرو ابن حزم ، قال ابن وهب : وحدثني : ابن لهيعة : أن محمد بن أبي بكر الذي طعن عثمان بالمشقص ، ورومان بن سودان الذي قتله" . فجاء اهل مصر الى المدينة يطلبون من عثمان عزل أخيه من الرضاع عبد الله ابن سعد ابن ابي السرح وتوليه محمد ابن ابي بكر مكانه واليا على مصر يقول السيوطي في كتابه (تاريخ الخلفاء ) الصفحة  (124)   " فخرج من أهل مصر سبعمائة رجل، فنزلوا المسجد وشكوا إلى الصحابة في مواقيت الصلاة ما صنع ابن أبي سرح بهم، فقام طلحة بن عبيد الله فكلم عثمان بكلام شديد، وأرسلت عائشة -رضي الله عنها- إليه فقالت: تقدم إليك أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- وسألوك عزل هذا الرجل فأبيت؟! فهذا قد قتل منهم رجلًا فأنصفهم من عاملك، ودخل عليه علي بن أبي طالب فقال: إنما يسألونك رجلًا مكان رجل، وقد ادعوا قبله دمًا، فاعزله عنهم واقض بينهم فإن وجب عليه حق فأنصفهم منه، فقال لهم: اختاروا رجلًا أوليه عليكم مكانه، فأشار الناس عليه بمحمد بن أبي بكر، فقالوا: استعمل علينا محمد بن أبي بكر، فكتب عهده وولاه" (تاريخ الخلفاء ، المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي ، المحقق: حمدي الدمرداش ، الناشر: مكتبة نزار مصطفى الباز ، الطبعة: الطبعة الأولى: ١٤٢٥هـ-٢٠٠٤م الصفحة 124 ) . ولكن تم اكتشاف كتاب ثاني بختم عثمان ومع غلامه يطلب من عبد الله ابن ابي السرح ان يقتل محمد ومن معه اذا وصلوا اليه مما دعا محمد واهل مصر الى العودة الى المدينة . يقول شمس الدين الذهبي في كتابه  - تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام الطبقة الرابعة : 31 - 40 هـ - سنة خمس وثلاثين - مقتل عثمان ، الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 242 / 252 ) " فلما كان محمد على مسيرة ثلاث من المدينة ، إذا هم بغلام أسود على بعير مسرعا ، فسألوه ، فقال : وجهني أمير المؤمنين إلى عامل مصر ، فقالوا له : هذا عامل أهل مصر ، وجاءوا به إلى محمد ، وفتشوه فوجدوا اداوته تقلقل ، فشقوها ، فإذا فيها كتاب من عثمان إلى محمد بن أبي سرح ، فجمع محمد من عنده الصحابة ، ثم فك الكتاب ، فإذا فيه : إذا أتاك محمد ، وفلان ، وفلان فاستحل قتلهم ، وأبطل كتابه ، وأثبت على عملك ، فلما قرأوا الكتاب رجعوا إلى المدينة ، وجمعوا طلحة ، وعليا ، والزبير ، وسعدا ، وفضوا الكتاب ، فلم يبق أحد الا حنق على عثمان ، وزاد ذلك غضبا وحنقا أعوان أبي ذر ، وابن مسعود وعمار ، وحاصر أولئك عثمان ، وأجلب عليه محمد بن أبي بكر ببني تيم ، فلما رأى ذلك علي بعث إلى طلحة ، والزبير ، وعمار ، ثم دخل إلى عثمان ، ومعه الكتاب والغلام والبعير ، فقال : هذا الغلام والبعير لك ، قال : نعم ، قال : فهذا كتابك فحلف أنه ما كتبه ولا أمر به ، قال : فالخاتم خاتمك ، قال : نعم ، فقال : كيف يخرج غلامك ببعيرك بكتاب عليه خاتمك ولا تعلم به." ثم توالت الاحداث حتى مقتل عثمان ابن عفان يقول ابن عساكر ابن عساكر - تاريخ دمشق - حرف العين  4619 - عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية ...الجزء : ( 39 ) - رقم الصفحة  ( 408 / 409  " أخبرنا : أبو بكر الفرضي ، أنا : أبو محمد الجوهري ، أنا : أبو عمر بن حيوية ، أنا : أحمد بن معروف ، أنا : الحسين بن الفهم ، أنا : محمد بن سعد ، أنا : محمد بن عمر ، حدثني : عبد الرحمن بن عبد العزيز ، عن عبد الرحمن بن محمد بن عبد : أن محمد بن أبي بكر تسور إلى عثمان من دار عمرو ابن حزم ومعه كنانة بن بشر بن عتاب وسودان بن حمران وعمرو بن الحمق فوجدوا عثمان عند امرأته نائلة وهو يقرأ في المصحف في سورة البقرة ، فتقدمهم محمد بن أبي بكر فأخذ بلحية عثمان ، فقال : قد أخزاك الله يا نعثل ، فقال : عثمان لست بنعثل ، ولكني عبد الله وأمير المؤمنين ، فقال محمد : ما أغنى عنك معاوية وفلان وفلان ، فقال عثمان : يا ابن أخي دع عنك لحيتي فما كان أبوك ليقبض على ما قبضت عليه ، فقال محمد : ما أريد بك أشد من قبضي على لحيتك ، فقال عثمان : أستنصر الله عليك وأستعين به ، ثم طعن جبينه بمشقص في يده ، ورفع كنانة بن بشر بن عتاب مشاقص كانت في يده فوجأ بها في أصل أذن عثمان فمضت حتى دخلت في حلقه ، ثم علاه بالسيف حتى قتله". يقول شمس الدين الذهبي في كتابه - تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام ، الطبقة الرابعة : 31 - 40 هـ - سنة خمس وثلاثين - مقتل عثمان ، الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 242 ) " فجاء محمد بن أبي بكر في ثلاثة عشر رجلا ، فدخل حتى انتهى إلى عثمان ، فأخذ بلحيته ، فقال بها حتى سمعت وقع أضراسه ، فقال : ما أغنى عنك معاوية ، ما أغنى عنك ابن عامر ، ما أغنت عنك كتبك ، فقال : أرسل لحيتي يا ابن أخي ، قال : فأنا رأيته إستعدى رجلا من القوم عليه يعينه ، فقام إلى عثمان بمشقص ، حتى وجأ به في رأسه ، ثم تعاوروا عليه حتى قتلوه".

وذكر ابن الجوزي في المنتظم كتاب من نائلة بنت الفرافصة زوجة عثمان الى معاوية بن ابي سفيان اتهمت فيه اهل المدينة بالمشاركة في حصار عثمان ومنع الماء عنه حيث قال ابن الجوزي "ولما ضرب عثمان بالسيف اتقت نائلة بنت الفرافصة بيدها، فقطعت إصبعان من أصابعها، فلما قتل كتبت إلى معاوية: من نائلة بنت الفرافصة إلى معاوية بن أبي سفيان، أما بعد. فإني أذكركم بالله الذي أنعم عليكم، وعلمكم الإسلام، وهداكم من الضلالة، وأبعدكم عن الكفر، وأنشدكم الله فأذكركم حقه وحق خليفته أن تنصروه، وأن أمير المؤمنين بُغِي عليه وكنت مشاهدة أمره، إن أهل المدينة حصروه يحرسونه ليلهم ونهارهم قياماً على أبوابه بسلاحهم حتى منعوه الماء، ثم إنه رُمي بالنبل والحجارة، ثم أحرقوا باب الدار، ثم دخلوا عليه وأخفوا بلحيته وضربوه على رأسه ثلاث ضربات وطعنوه في صدره ثلاث طعنات، وقد أرسلت إليكم بثوبه، فحلف رجال من الشام ألا يطأوا النساء حتى يقتلوا قتلته أو تذهب أرواحهم". (المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ،  المؤلف: عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن الجوزي أبو الفرج تحقيق محمد عبد القادر عطا ومصطفى عبد القادر عطا ، راجعه وصححه نعيم زرزور ، منشورات دار الكتب العلمية ، بيروت لبنان ،سنة النشر: 1415 – 1995 الطبعة الثانية الجزء الخامس الصفحة 60 ) . وذكر ابن عبد ربه الاندلسي في العقد الفريد نفس الكتاب حيث ذكرت " وإني أقُص عليكم خَبره، إني شاهدةٌ أمرَه كُلَّه: إنّ أهل المدينة حَصروه في داره وحَرسوه ليلَهم ونهارَهم، قياماً على أبوابه بالسِّلاحِ، يَمنعونه من كل شيء قَدروا عليه، حتى مَنعوه الماء، فمكث هو ومَن معه خمسين ليلةً؛ وأهلُ مصر قد أسندوا أمرَهم إلى عليّ ومحمد بن أبي بكر وعمّار بن ياسر وطلحة والزُبير، فأمروهم بقتله، وكان معهم من القبائل خُزاعة وسَعد بن بكر وهُذيل وطوائف من جُهينة ومُزينة وأنباط يثرب، فهؤلاء كانوا أشدَّ الناس عليه. ثم إنه حُصر فَرُشق بالنَّبل والحجارة، فجُرح ممن كان في الدار ثلاثةُ نفر معه، فأتاه الناس يصرْخون إليه ليأذن لهم في القتال، فنهاهم وأمرهم أن يردّوا إليهم نبلَهم، فردُّوها عليهم".

 

عندما اندلعت معركة الجمل بين جيش علي ابن ابي طالب وجيش عائشة بنت ابي بكر كان محمد ابن ابي بكر اخو عائشة قائد الرجالة في جيش علي يقول الذهبي - شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ، في كتابه سير اعلام النبلاء ، الحوادث في خلافة علي رضي الله عنه ، الجزء 28 الصفحة 254 " وقال أبو عبيدة : كان على خيل علي يوم الجمل عمار ، وعلى الرجالة محمد بن أبي بكر الصديق ، وعلى الميمنة علباء بن الهيثم السدوسي ، ويقالعبد الله بن جعفر ، ويقالالحسن بن علي ، وعلى الميسرة الحسين بن علي ، وعلى المقدمة عبد الله بن عباس ، ودفع اللواء إلى ابنه محمد بن الحنفية " . بعد انتهاء المعركة كما يروي الطبري في كتابه كتاب : تاريخ الرسل والملوك "نادى عليّ: اعقروا الجمل، فإنه إن عقر تفرّقوا؛ فضربه رجلٌ فسقط، فما سمعت صوتاً قطّ أشدّ من عجيج الجمل. وأمر عليّ محمد بن أبي بكر فضرب عليها قبّة، وقال: انظر، هل وصل إليها شيء؟ فأدخل رأسه، فقالت: من أنت؟ ويلك! فقال: أبغض أهلك إليك، قالت: ابن الخثعميّة؟ قال: نعم؛ قالت: يأبي أنت وأميّ! الحمد لله الذي عافاك".

ولى علي ابن ابي طالب محمد ابن ابي بكر ولاية مصر فارسل له معاوية جيشا بقيادة عمرو ابن العاص ومعاوية ابن حديج . يروي ابن حبان - الثقات - السيرة النبوية - ذكر وصف رسول الله الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 297 / 298 – " فلما دخلت السنة الثامنة والثلاثون اجتمعوا لميعادهم مع الحكمين بأذرح وحضر فيهم من أهل المدينة سعد بن أبي وقاص ، وعبد الله ابن الزبير ، وابن عمر ولم يخرج علي بنفسه ووافى معاوية في أهل الشام ، وكان بينه وبين أبى موسى الأشعري ما كان وافترق الناس ورجعوا إلى أوطانهم وندم عبد الله بن عمر على حضوره أذرح فأحرم من بيت المقدس تلك السنة ورجع إلى مكة ، واستشار معاوية أصحابه في محمد بن أبي بكر وكان واليا علي مصر ، فأجمعوا على المسير إليه فخرج عمرو بن العاص في أربعة الآف ، فيهم أبو الأعور السلمي ، ومعاوية بن حديج ، فالتقوا بالمسناة وقاتلوا قتالا شديدا ، وقتل كنانة بن بشر بن عتاب التجيبي ، وانهزم محمد بن أبي بكر ، وقاتل حتى قتل وقد قيل : إنه أدخل في جوف حمار ميت ، ثم أحرق بالنار فلما بلغ عليا سرور معاوية بقتله ، قال : لقد حزنا عليه بقدر سرورهم بقتله" .قول ابن الاثير في كتابه " فقال لهم محمد بن أبي بكر : اسقوني ماء . فقال له معاوية بن حديج : لا سقاني الله إن سقيتك قطرة أبدا ، إنكم منعتم عثمان شرب الماء ، والله لأقتلنك حتى يسقيك الله من ص: 709 ] الحميم والغساق ! فقال له محمد : يا ابن اليهودية النساجة ليس ذلك إليك ، إنما ذلك إلى الله ، يسقي أولياءه ويظمئ أعداءه أنت وأمثالك ، أما والله لو كان سيفي بيدي ما بلغتم مني هذا . ثم قال له : أتدري ما أصنع بك ؟ أدخلك جوف حمار ، ثم أحرقه عليك بالنار . فقال محمد : إن فعلت بي ذلك فلطالما فعلتم ذلك بأولياء الله ، وإني لأرجو أن يجعلها عليك وعلى أوليائك ومعاوية وعمرو نارا تلظى ، كلما خبت زادها الله سعيرا . فغضب منه وقتله ثم ألقاه في جيفة حمار ، ثم أحرقه بالنار فلما بلغ ذلك عائشة جزعت عليه جزعا شديدا ، وقنتت في دبر الصلاة تدعو على معاوية وعمرو ، وأخذت عيال محمد إليها ، فكان القاسم بن محمد بن أبي بكر في عيالهم ، ولم تأكل من ذلك الوقت شواء حتى توفيت ." . (الكامل في التاريخ ،المؤلف: ابن الأثير؛ علي بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، أبو الحسن عز الدين ابن الأثير ، المحقق: أبو الفداء عبد الله القاضي، الناشر: دار الكتب العلمية،  سنة النشر: 1407 – 1987 المجلد الثالث ، الصفحة 230 ) . ويروي سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص الصفحة 107 " لما التقوا ترجل محمد و قاتل فتفرق عنه أصحابه فأوى الى خربة فاخذ و جي‌ء به الى معاوية بن خديج و هو صائم عطشان فمنعه الماء فقال يا ابن اليهودية النساجة قبحك اللّه فقتله و القاه في جيفة حمار ثم حرقه بالنار فلما بلغ ذلك عائشة بكت بكاء شديدا و كانت تدعو في صلاتها على معاوية و عمرو و لما بلغ أم حبيبة أخت معاوية بن أبي سفيان قتل محمد و تحريقه شوت كبشا و بعثت به الى عائشة تشفيا بقتل محمد بطلب دم عثمان فقالت عائشة قاتل اللّه ابنة العاهرة و اللّه لا أكلت شواء أبدا.". (کتاب تذکرة الخواص تأليف العلامة شمس الدين سبط الحافظ إبن الجوزي) . يروي محمد بن يحيى المالقي "وَلم تَأْكُل شواء من ذَلِك الْوَقْت حَتَّى توفيت " ( كتاب: التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان (رضي الله عنه) ، تأليف: ابو عبد الله محمد بن يحيى المالقي ، تحقيق: أحمد فريد المزيدي واحمد حجازي ، ط3: 1424 هـ- 2002 م-لبنان ، الصفحة 175 ).

قام معاوية بارسال قميص محمد بن أبى بكر إلى المدينة ( فوصل إلى دار عثمان وإجتمع رجال عثمان ونساؤه وأظهروا السرور ولبست نائلة بنت الفرافصة القميص ( ورقصت به)  وأرسلت أم حبيبة أخت معاوية بكبش شواء إلى عائشة ، وقالت : هكذا شوى أخوك بمصر ، فحلفت ألا تأكل شواء حتى تلقى الله   ، ودخلوا على أسماء بنت عميس أم محمد بن ابى بكر فقيل لها : قتل محمد بمصر وأحرق بالنار فى جوف حمار ، وكانت فى مصلاها فعضت شفتيها وكظمت غيظها فشخبت ثدياها دماً ) ولم تكتف نائلة بأن تلبس قميص محمد بن أبى بكر وترقص به ، بل أنها حينما حج معاوية بن حديج عقب قتله لمحمد بن أبى بكر وإحراقه بالنار (لقيته نائلة وقبلت رجليه وقالت شفيت نفسى من أبن الخثعمية ) [ محمد بن عبد الله بن ظهيرة القرشي أبي حامد جمال الدين: الفضائل الباهرة ، فى محاسن مصر والقاهرة تحقيق مصطفى السقا ـ كامل المهندس ، مركز تحقيق التراث ونشره ، وزارة الثقافة ، القاهرة ، الجمهورية العربية المتحدة ، 1969 ، الصفحة 27 ] .

            وهكذا نرى ان (خال المؤمنين ) قتل (خال المؤمنين ) ولم يكتفي بذلك بل شواه في جلد حمار من اجل الوصول الى السلطة وحتى ترقص زوجة ( عثمان ) فرحا بمقتل غريمها .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا لايسمح للعراق ان يصبح جزء من طريق الحرير الجديد

التطور التاريخي لمشكلة الطائفية السياسية في العراق-2

انتقام قريش من الأنصار

خرافات المتاسلمين 64 – خرافة (الثقات)

موقع العراق من استراتيجيات الصراع الدولي

أكاذيب يجب ان يتم كشفها 3 – ابن حنبل ومحنة خلق القران

اكذوبة الشورى

خرافات المتأسلمين 42- خرافة احداث السقيفة

التطور التاريخي لقانون الأحوال الشخصية العراقي