كيف اخترع ابن حنبل كذبة (الرويبضة )

 الدكتور زهير جمعة المالكي

بالرغم من ان أساس الرسالة الإسلامية هي المساواة بين البشر مصداقا لقوله تعالى " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" ولكن رجال الكهنوت الإسلامي وفي محاولة للحفاظ على مقاليد الأمور بين أيديهم فقد سعوا الى خلق طبقية بينهم نؤكد على جعل الحكم مختصا بطبقة معينة والعلم خاص بطبقة خاصة حتى بلغ الامر بابن القيم الجوزية ان يؤلف كتابا اسماه (إعلام الموقعين عن رب العالمين) فمنح نفسه وجماعته صلاحية الحديث باسم الله .

من هذا المنطلق فقد عمد احمد ابن حنبل الى اختراع كذبة اسماها (حديث الرويبضة ) . في الفترة التي عاشها ابن حنبل المحصورة بين 164 -241 هجرية كانت بغداد مركزا للنزاع بين أصحاب الكلام ما بين معتزلة واتباع ابي حنيفة واتباع مالك ابن انس والسلفية اتباع ابن حنبل وكانت تلك المناقشات تصل الى حد القتال بل ان الصراع كان انعكاسا للصراع السياسي على الحكم بين حكام بني العباس الذين كانوا يؤكدون على احقيتهم بالحكم باعتبارهم أبناء عم النبي وبين العلويين الذين يعتبرون انفسهم أبناء النبي واحفاده بل ان الصراع وصل الى بيت الحاكم نفسه فانقسم أبناء هارون العباسي الى مؤيدين لمحمد ابن زبيدة الملقب (الأمين ) وعبدالله ابن مراجل الملقب (المأمون ) ففي حين ساند الحنابلة او من يعرفون باصحاب الحديث ابن زبيدة (الأمين ) باعتباره صاحب البيعة الشرعية وبسبب تقريبه لاصحاب الحديث بتاثير من مربيه إسماعيل بن إبراهيم ابن علية الذي كان يتولى ديوان المظالم وقاضي بغداد أبو عبد االله محمد بن عبد االله الأنصاري بن المثنى بن عبد االله بن أنس بن مالك الأنصاري الخزرجي النجاري البصري فقد ساند المعتزلة واتباع ابي حنيفة المامون باعتباره الداعي لاعمال العقل وصاحب الحق في الخروج على الحاكم الفاسق .

ونتيجة لضعف القدرات الفقهية لابن حنبل والتي تحدث عنها اكثر من فقيه ومن بينهم الطبري و الطحاوي والدبوسي والنسفي في منظومته. والعلاء السمرقندي والفراهي (المتوفى سنة 640) الحنفي أحد علماءالمائة السابعة في منظومته ذات العقدين وكذلك أبو محمد عبد الله ابن إبراهيم الأصيلي المالكي في كتابه " الدلائل " والغزالي في " الوجيز " وأبو البركات النسفي في " الوافي "، ولم يذكره ابن قتيبة في " المعارف " وذكره المقدسي في " أحسن التقاسيم " في أصحاب الحديث فقط . لذلك عمد ابن حنبل الى كتابة المسند ليكون مرجعا يرجع إليه اتباعه عند مواجهتهم لنقاشات أصحاب الكلام قال موسى بن حمدون البزار: (قال لنا حنبل بن إسحاق: جمعنا عمي لي ولصالح ولعبد الله وقرأ علينا المسند وما سمعه منه ــ يعني تاما ــ غيرنا، وقال لنا: إن هذا الكتاب قد جمعته وأتقنته من أكثر من سبعمائة وخمسين ألفا فما اختلف المسلمون فيه من حديث رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم فارجعوا إليه، فإن كان فيه وإلا فليس بحجة). (خصائص مسند الإمام أحمد لمحمد بن عمر المديني ص 13). ومن اجل إضفاء صبغة من القداسة على كلامه فقد عمل على منع العامة من التحدث في مسائل الدين خشية انكشاف ضعف الجانب الفقهي عنده لذلك دس فيه حديثا نسبه الى رسول الله باسم حديث الرويبضة وذكر هذا الحديث اربع مرات مرتين  نسبه الى ابي هريرة ومرتين الى انس ابن مالك .

هذا الحديث  رغم ادراجه في مسند احمد أربعة مرات ولكن أصحاب كتب الحديث البخاري ومسلم والنسائي والبلاذري وأبو داود لم يذكروه في كتبهم . بل ان مالك ابن انس  الذي كتب الموطاء قبل ابن حنبل لم يذكرالحديث . الوحيد من أصحاب الكتب السته الذي اتبع احمد ابن حنبل هو ابن ماجه ورد في كتاب: سنن ابن ماجه ، المؤلف: ابن ماجة أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، وماجة اسم أبيه يزيد (ت ٢٧٣ هـ) تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي ، الناشر: دار إحياء الكتب العربية - فيصل عيسى البابي الحلبي، الجزء 2 الصفحة 1336."4036- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ الْجُمَحِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ» ، قِيلَوَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: «الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ" (تعليق محمد فؤاد عبد الباقي (في الزوائد في إسناده إسحاق بن أبي الفرات قال الذهبي في الكاشف مجهول. وقيل منكر. وذكره ابن حبان في الثقات) . وبالنسبة لراي الفقهاء في سنن ابن ماجه فقال فيه شمس الدين الذهبي في سير اعلام النبلاء الطبقة الخامسة عشر الجزء 13 الصفحة 278 "وإنَّما غضّ من رتبة سننه ما في الكتاب من المناكير، وقليل من الموضوعات" . وهنا لابد ان نذكر ما قاله المزي عن ما انفرد به ابن ماجه عن الخمسة فقد ذكر بعضُ العلماء كالحافظ أبي الحجّاج المِزّي" أن كلّ ما انفرد به ابن ماجه من الأحاديث عن بقيّة الخمسة، فهو ضعيف غالباً، وكذا قال الإمام ابن تيمية فيما نقله عنه تلميذه ابن القيم" (فقيه ، الدكتور هاني احمد ، المدخل في تاريخ السنة تاريخ موجز للسُّنَّة النبوية منذ العصر النبوي وحتى العصر الحديث، وبيان جهود العلماء في خدمتها والتعريف بأشهر مصنَّفاتها، منشورات (الناشر المتميز - الرياض)، (دار النصيحة - المدينة النبوية) الطبعة: الثالثة، 1444 هجرية 2022 ميلادية الصفحة 123 ) .

وذكره بعد 1400 سنة الالباني في كتابه (صحيح الجامع الصغير وزياداته) ، المؤلف: أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين، بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم، الأشقودري الألباني (ت 1420 هـ) ، الناشر: المكتب الإسلامي "3650 = 1438 "سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل: وما الرويبضة؟ قالالرجل التافه يتكلم في أمر العامة " . (صحيح ) حم هـ ك (عن أبي هريرةالصحيحة 1888 الخرائطي. حم – أنس) وهنا نلاحظ ان محقق كتاب سنن ابن ماجه ذكر ان إسحاق بن ابي فرات بحسب الذهبي مجهول وقيل منكر الحديث ولم يوثقه سوى ابن حبان . اما بالنسبة للالباني نفسه فقد طعن فيه جملة من (العلماء) حتى ان مفتي الديار السعودية محمد بان إبراهيم ال الشيخ  أمر بفصل الألباني من الجامعة الإسلامية بالمدينة نتيجة اختلافه مع عدد من المدرسين في الجامعة ( جهود الإمام الألباني في توحيد العبادة، تأليف : وليد سيف النصر، طبع دار منار التوحيد / المدينة النبوية ) وقال عنه صالح الفوزان " الألباني مذهبه الإرجاء، والإرجاء انتشر بسببه،" وقال عنه حبيب الرحمن الأعظمي قال في كتاب له بعنوان الألباني أخطاؤه وشذوذه عن الألباني "ولازم ذلك أنه والله لا يعرف ما يعرفه آحاد الطلبة الذين يشتغلون بدراسة الحديث في عامة مدارسنا) وقال عنه مسفر بن غرم الله الدميني رئيس قسم السنة سابقاً ورئيس الدراسات العليا حالياً بكلية أصول الدين بالرياض قال عن الألباني بأنه "تساهل في تصحيح الأحاديث الموافقة لرأيه وتساهل كذلك في تضعيف الأحاديث المخالفة لرأيه" ( نظم الفرائد مما في سلسلتي الألباني من فوائد تأليف: عبد اللطيف ابي ربيع ) . وقال الدكتور سفر الحولي أستاذ ورئيس قسم العقيدة سابقاً في جامعة ام القرى عن عقيدة الألباني "والمؤسف مع هذا أن الألباني أخذ بكلام أهل الإرجاء المحض من غير تفصيل"  (الإمام الألباني مواقف ودروس وعبر تأليف: عبد العزيز بن محمد السدحان، دار التوحيد بالرياض)  والف الدكتور محمد أبو رحيم  كتاباً عن مخالفة عقيدة الألباني لعقيدة أهل السنة والجماعة عنوانه حقيقة الإيمان عند الألباني وقد أثنى على الكتاب وقدم له محمد أبو شقرة . وصنف حسن بن علي السقاف مؤلفات كثيرة للرد على الألباني وشبهاته ومن أهمها كتاب قاموس شتائم الألباني وألفاظه المنكرة التي يطلقها في حق علماء الأمة وكتاب البراهين الناسفة للأنوار الكاسفة ردأ على كتاب الأنوار الكاشفة للألباني.

اذا رجعنا الى مسند احمد فقد ورد الحديث اربع مرات في (مسند الإمام أحمد بن حنبل) الإمام أحمد بن حنبل ، تحقيق شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي ، الناشر: مؤسسة الرسالة، مسند احمد مسند المكثرين من الصحابة  مسند أبي هريرة الجزء 13 الصفحة 291 "7912 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بَكْرِ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهَا سَتَأْتِي عَلَى النَّاسِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ " قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ يَا رَسُولَ اللهِ (١) قَالَ: " السَّفِيهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ " راي شعيب الارناؤوط (حديث حسن، وهذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف عبد الملك بن قدامة، وجهالة إسحاق بن بكر بن أبي الفرات وأخرجه الحاكم ٤/٤٦٥-٤٦٦ من طريق سعيد بن مسعود، عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد وأخرجه الحاكم ٤/٥١٢ من طريق حجاج بن محمد، عن عبد الملك بنِ قُدامة، به. ثم قال: قال ابن قدامة: وحدثني يحيى بن سعيد الأنصاري، عن المقبري قال: "وتشيع فيها الفاحشة". وصحح الإسناد الأول ووافقه الذهبي! ثم قال: وهو من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري عن المقبري غريب جداً. وأخرجه ابن ماجه (٤٠٣٦) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يزيد بن هارون، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص ٣٠ من طريق أبي يعقوب الحنيني، كلاهما عن عبد الملك بن قدامة، عن إسحاق بن أبي الفرات، لم يذكر فيه أبا سعيد.وله شاهد من حديث أنس سيأتي ٣/٢٢٠ وهو -وإن كان فيه عنعنة محمد بن إسحاق- يُحسن بحديث أبي هريرة.).

وفي مسند احمد - مسند المكثرين من الصحابة  مسند أبي هريرة الجزء 21 الصفحة 171 : "8459 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَسُرَيْجٌ، قَالَاحَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَبْلَ السَّاعَةِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ، يُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُقَالَ سُرَيْجٌ: وَيَنْظُرُ فِيهَا لِلرُّوَيْبِضَةِ " راي شعيب الارناؤوط (هكذا في (ظ٣) و"جامع المسانيد والسنن" ٧/ورقة ٦٨، وهو الصواب، وفي (م) وبقية النسخ: "وينطق فيها الرويبضة"، وهو خطأ، إذ لا فائدة حينئذ من ذِكْر الخلاف بين يونس وسريج في سياق المتن. ومعنى قوله: "وُينظَر فيها للرويبضة"، أي: نظر إكبار وتعظيم، والرويبضة: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة. (٢) إسناده حسن كسابقه. وانظر ما سلف برقم (7912) .

ومسند المكثرين من الصحابة  مسند أنس بن مالك الجزء 21 الصفحة 25 ، "13298 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيُّ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَمَامَ الدَّجَّالِ سِنِينَ خَدَّاعَةً، يُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيَتَكَلَّمُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ ". قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: " الْفُوَيْسِقُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ " راي شعيب الارناؤوط (حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن إسحاق حسن الحديث لكنه مدلًس، وقد عنعنه.وأخرجه الطبراني في "الأوسط " (٣٢٨٢) من طريق عبد الله بن لهيعة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، عن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس موقوفاَ، قال: بين يدي الساعة سنون خداعة.. فذكر نحوه. وابن لهيعة سىء الحفظ. وانظر ما بعده.وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (٧٩١٢) ، وهو حسن.) .

مسند المكثرين من الصحابة  مسند أنس بن مالك الجزء 21 الصفحة 25 ، "13299 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ، عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ سِنِينَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ " راي شعيب الارناؤوط (إسناده حسن، فإن محمد بن إسحاق قد صرح بالتحديث عند البزار.وأخرجه البزار (٣٣٧٣- كشف الأستار) ، وأبو يعلى (٣٧١٥) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٤٦٥) و (٤٦٦) من طرق عن عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد.) .

كما ان اهل الجرح والتعديل مثل ابي زرعه لم يكونوا يرتضون برواة هذا الحديث الذين اخترعهم ابن حنبل ففي كتاب: أبو زرعة الرازي وجهوده في السنة النبوية مع تحقيق كتابه: الضعفاء - وأجوبته على أسئلة البرذعي ، تأليف : سعدي بن مهدي الهاشمي ، أصل الكتاب: رسالة علمية لنيل الدكتوراه في الحديث وعلومه من الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، بإشراف د الحسيني عبد المجيد هاشم ، الناشر: عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة النبوية، المملكة العربية السعودية، 1402هجرية -1982 ميلادية ، "من ذلك تأدب البرذعي مع شيخه أبي زرعة أن لا يذكر أمامه أحدا لا يرتضيه، بل يكنى عنه.ذكر أبو عثمان حديث (الرويبضة: الفاسق الذي يتكلم في أمر العامة) فقال: (لم أجترأ أن أذكر له أنه من رواية هذا الرجل، لأنه لم يكن يرضاه! فقلت له: هو هذا الشامي" . وقال ابن ابي حاتم في علل الحديث الجزء  2 الصفحة 428  " قال ابي (أي ابي حاتم الرازي ) لا اعلم احد روى عن عبدالله ابن دينار هذا الحديث عن محمد ابن إسحاق "  ويكمل ابن ابي حاتم في نفس المصدر علل الحديث " لو كان حديث محمد ابن إسحاق صحيحا لرواه الثقات عنه " . اذن الروايات الأربع التي ذكرها ابن حنبل لم تخلوا من طاعن في سندها . كما انه هذا الحديث فسر الرويبضة بأنه السفيه الذي لا عقل له ، ولا كياسة عنده يتكلم في أمر العامة . وفي مرة أخرى فسر الرويبضة بأنه الرجل الفاسق.

 

اذن يتبين ان هذه الكذبة لم تظهر قبل ابن حنبل الذي سعى لحماية مصدره للتغطية على ضعفه الفقهي واضفاء قدسية على موقعه ولم يصدقه حتى أصحاب الكتب المعتمدة عدا ابن ماجه الذي اعتبر أصحاب الجرح والتعديل ان ما ينفرد به محكوم عليه بالضعف حتى جاء الالباني بعد 1400 ليؤلف صحيحا خاص به ويدرج هذا الحديث فيه بالرغم من ان العديد من (فقهاء) المذهب السلفي قد طعن في الالباني نفسه .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا لايسمح للعراق ان يصبح جزء من طريق الحرير الجديد

انتقام قريش من الأنصار

التطور التاريخي لقانون الأحوال الشخصية العراقي

أكاذيب يجب ان يتم كشفها 3 – ابن حنبل ومحنة خلق القران

أكاذيب لابد من كشفها 3- اكذوبة زواج عثمان من بنات رسول الله

التطور التاريخي لمشكلة الطائفية السياسية في العراق-2

ما لم يذكره اسامة انور عكاشة

اكذوبة الشورى

موقع العراق من استراتيجيات الصراع الدولي