المخالب التركية الى اين ؟
المخالب التركية الى اين
؟
زهير جمعة المالكي
1. المقدمة
أعلنت وزارة الدفاع
التركية إطلاق عملية "المخلب-النسر" العسكرية
شمال العراق ضد تنظيم "حزب العمال الكردستاني".
والاسم مستوحى من عملية عسكرية أمريكية قامت بها القوات الخاصة
الامريكية في 25 أيار 1980 لتحرير رهائن امريكان كانوا محتجزين في السفارة
الامريكية في طهران . وفي اليوم التالي أعلنت تركيا عن انطلاق عملية ثانية باسم
"المخلب - النمر".
والعمليتين جزء من عملية كبيرة تشمل عدة مراحل بدأت بانطلاق الطائرات الحربية
التركية من عدة قواعد عسكرية في منطقة الاناضول وخصوصا مدينتي ديار بكر وملاطية لقصف
وضرب معسكرات تابعة لحزب العمال الكردستاني تلاها دخول الطائرات السمتية التي هبطت
في منطقة (هفتانين ) العراقية الى الشمال من منطقة زاخو داخل الحدود العراقية لانزال
مجموعات من القوات الخاصة التركية وانشاء قاعدة لانطلاق تلك المجموعات داخل الأراضي
العراقية والانضمام الى القوات المدرعة التركية الموجودة فعليا في شمال العراق .
لاتعتبر تلك العمليات
اول عمليات تقوم بها القوات التركية داخل الأراضي العراقية فقد سبقتها العديد من
العمليات التي انطلقت منذ عام 1984 بموافقة الحكومة العراقية ، حيث تم السماح
للقوات التركية بالتغلغل لمسافة خمسة كيلومترات داخل الحدود العراقية لملاحقة
عناصر حزب العمال الكردستاني . لكن المثير في العمليات الأخيرة هو نوعية القوات
العسكرية المستخدمة وكذلك التصريحات التي انطلقت من انقرة قبل وبعد العمليات في
شمال العراق وشمال سوريا وأخيرا في ليبيا ومناطق أخرى في افريقيا . بعد ان كان
الغطاء الذي استخدمته الحكومة التركية خلال الثمانينات من القرن الماضي هو ملاحقة
عناصر حزب العمال الكردستاني المعارض ، تحولت تلك الشعارات خلال التسعينيات الى
ضرورة المحافظة على المناطق التي يتم اخراج عناصر حزب العمال منها ومنعهم من
العودة اليها وذلك بانشاء قواعد عسكرية مؤقتة داخل الأراضي العراقية وبالاتفاق مع
الحكومة العراقية في حينها . بعد عام 2014 تغيرت نغمة التصريحات من محاربة المعارضة
التركية الى محاربة تنظيم "داعش " وانشاء قواعد عسكرية ثابته أهمها واخطرها
معسكر بعشيقة داخل محافظة نينوى وعلى مرمى حجر من مدينة الموصل والقريبة من الطريق
المؤدي الى مدينة كركوك . بعد ان تم القضاء على تنظيم داعش وتحرير الموصل تغيرت
النغمة التركية الى حماية الأقليات العرقية وخاصة التركمانية في محافظتي الموصل وكركوك
، لتنتقل التصريحات التركية الى العلانية بالمطالبة بضم مدينتي كركوك والموصل
باعتبارهما جزء من (ميثاق مللي ) الذي صوت عليه البرلمان التركي عام 1920 ، وهو
المجلس الذي اسس في 23 نيسان 1920 وكان يحتوي على مجموعه من اعضاء البرلمان الجدد
عددهم 233 55 نائبا للدور الاول والتحق معهم 105 نائبا من اعضاء البرلمان القديم
في استانبول بعد اداء اليمين والاخلاص للميثاق الوطني ، وانتخبت الهيئة لقيادة
المجلس الوطني الكبير واصبح مصطفى كمال اول رئيسا للمجلس الجديد ([1])
. والمطالبة بإعادة النظر في اتفاقية لوزان لعام 1923 وخصوصا ان تلك التصريحات
جاءت على لسان اعلى قيادة تركية وهو السيد رجب طيب اردوغان رئيس الجمهورية التركية
([2]).
من خلال تطور التصريحات
التركية يتاكد ان الجرح الذي عانت منه تركيا عام 1923 بتوقيع اتفاقية لوزان
وتخليها عن امبراطوريتها التوسعيه مازال حاضرا في الذهنية التركية لذلك يجب تتبع مراحل
تطور الطموح التركي لمعرفة الى اين تسعى المخالب التركية ؟
2. الخلفية التاريخية
ترتبط مسائلة العلاقات
العراقية التركية ارتباطا وثيقا بالنشوء التاريخي لكلا البلدين حيث ان المنطقة
الواقعة مابين مضيق البسفور شمالا الى بحر العرب جنوبا ، قبل نشوء الدول الحديثة ،
تعتبر دولة واحدة منذ أيام التوسع الإسلامي شمالا أيام الدولة الاموية والدولة
العباسية واخيرا الدولة العثمانية ولغاية عام 1918 . لذلك يجب ان نعود الى نهاية
الحرب العالمية الأولى لنفهم العقلية التركية وأهدافها المستقبلية .
بعد ان تورطت الدولة
العثمانية في الحرب العالمية الأولى ، تدهورت الأوضاع العسكرية للعثمانيين أثناء
الحرب، وسيطر البريطانيون على العراق والشام، واحتل الفرنسيون شمالي بلاد الشام،
وسيطر الحلفاء على إستانبول والمضايق التركية، ولما رأى قادة “الاتحاد والترقي”
هذه الهزائم قدّم طلعت باشا رئيس الوزراء استقالة وزارته؛ فتألفت وزارة جديدة
برئاسة أحمد عزت باشا، وفي الثلاثين من تشرين الأول (أكتوبر) 1918م، وعلى ظهـر
الســـــفينة البريطانيـة " اغاممنون "
التي كانت راسية في مدروس الواقعة في جزيرة" لمينوس"
وقع
وزير البحرية العثماني رؤوف بك الهدنة مع الأميرال البريطاني “كالثورب”. قائـد الأسطول البريطاني
في البحر الأبيض المتوسط . وقد نصت هذه الهدنة على فتح الدردنيل والبسفور، واحتلال
دول الحلفاء لحصونها ونزع سلاح الجيش العثماني، وتسليم البوارج الحربية العثمانية
وحق دول الحلفاء في احتلال أية نقطة إستراتيجية تهددها، واستخدام السفن الحليفة
للموانئ العثمانية واستسلام الحاميات التركية في الحجاز وعسير واليمن وسوريا
والعراق واستسلام الموانئ التركية في شمال افريقيا ([3]) .
في ظل تلك التطورات برز الجنرال
مصطفى كمال ، لقيادة الحركة الوطنية الهادفة إلى تحرير البلاد من الاحتلال الاجنبي
متخذ ا من منطقة الاناضول قاعدة لانطلاق هذه المقاومة ([4]) ،
ودعا إلى مؤتمر في ارضروم لمندوبي الولايات الشرقية وكذلك نجح مصطفى كمال في عقد
مؤتمر سيواس ، واقر هذا المؤتمر مجموعة من القرارات التي استندت اليه مبادئ
الميثاق الوطني فيما بعد والذي صادق عليه البرلمان العثماني في 28 كانون 1920 ([5]).وعين
في المؤتمرين مصطفى كمال رئيسا للجمعيه الوطنية الرافضة لخضوع السلطان العثماني
للحلفاء وسكوته عن الاحتلال اليوناني لازمير ([6]).
2-1. ميثاق مللي
وفي 12 يناير 1920 أمر
مصطفى كمال بعقد البرلمان العثماني. وبعد عدة جلسات من النقاش، أعلن المجلس في 28
يناير عن الاتفاق (ميثاق مللي)، باعتباره وثيقة ترسم الحدود الجديدة لتركيا بعد
سقوط الإمبراطورية العثمانية. وتكون الميثاق من مبادئ ستة:
1. مستقبل المناطق المحتلة ذات الأغلبية
العربية في زمن توقيع اتفاقية مودروس سوف يحدد عن طريق استفتاء، أما المناطق التي
لم تتعرض للاحتلال وقت توقيع الهدنة وتسكنها غالبية تركية مسلمة فهي تعتبر وطنًا
للأمة التركية.
2. وضعية قارص وأردا خان وباطوم تحدد من خلال
استفتاء.
3. وضعية تراقيا الغربية تحدد من خلال تصويت
سكانها.
4. يجب ضمان أمن إسطنبول وبحر مرمرة، وسيتم
الإشراف على التجارة الحرة والانتقالات في المضايق من قبل تركيا والبلدان الفاعلة.
5. حقوق الأقليات سوف تضمن حال ضمان حقوق الأقليات
المسلمة في البلدان المجاورة.
6. لضمان تطور تركيا في كل المجالات، لابد من
ضمان استقلال وحرية الدولة وإلغاء كل الالتزامات السياسية والقضائية والمالية على
البلاد.
اعترف «ميثاق مللي» بتلك
الصورة بخسارة الأتراك للولايات العربية. ولكنه استثنى إقليم كردستان بالكامل.
إضافة إلى شمال سوريا (وعاصمته حلب)، وشمال العراق (وعاصمته الموصل)، حيث اعتبر
الميثاق تلك المناطق جزءًا من الدولة التركية الجديدة، باعتبار أن أغلبية سكانها من
الناطقين بالتركية. وهو ما تكرر من قبل «ميثاق مللي»، عندما اعتبر تراقيا الغربية،
وجزر بحر إيجة، إضافة إلى جزيرة قبرص بالكامل جزءًا كذلك من تركيا، وللأسباب نفسها
([7]). تعتبر
وثيقة "ميثاق مللي " بالرغم من شهرتها من اكثر الوثائق غموضا في العالم وعمل الاتراك
على المحافظة عليها من الترجمة الى لغة ثانية ولا حتى التركية الحديثة فبقيت البنود
الستة مكتوبة باللغة التركية القديمة وبالأحرف العربية، وحالياً لا يوجد من يقرأ
أو يفسر تلك البنود.
2-2. معاهدة سيفر
تم عقد معاهدة سيفر مع حكومة
السلطان في 10 أب 1920 وقد وقع الحلفاء معاهدة الصلح مع الدولة العثمانية في ضاحية
سيفر بباريس، وقعها الداماد فريد باشا ، وكان ضمن الوفد التركي وزير التعليم
العثماني هادي باشا ورضا توفيق والسفير رشيد خالص، أمَّا في الطرف الآخر فقد وقع من
بريطانيا السير جورج ديكسون غراهام، ووقَّع عن فرنسا ألكسندر ميلران، أمَّا
إيطاليا فوقَّع عنها ولونجاري، ومن أرمينيا أفتيس أهارونيان بموجب المعاهدة يعتـرف
المتعاقـدون بسورية والعراق كدولتين مستقلتين بمقتضى المادة 22 من عهدة عصبة
الأمم، على ان تكون تلك البلاد خاضعةً لدولة منتدبة إلى أن تصبح قادرةً على حكـم نفسها
بنفسها، وستعين الدول المتحالفة الكبرى الحدود، وتختار المنتدبين، ويعهد أيضا
بـإدارة فلسطين إلى دولة منتدبة طبقًا لأحكام المادة 22 من عهدة عصبة الأمم ،أما
حدود الانتداب فـستعينها الـدول المتحالفة الكبرى، وتعرضها على موافقة مجلس عصبة
الأمم ([8])،
كذلك تتخلى الدولة العثمانية عن سلطاتها الإقليمية في شمال أفريقيا، وأن تتخلى عن
تراقيا الشرقية لليونان، على أن تكون أزمير والإقليم الأيوني تحت حكم اليونانيين
لمدة خمس سنوات.واعترفت المعاهدة
باستقلال أرمينيا، وضُم إليها جزء كبير من شرق تركيا، ومنحت حرية الملاحة في كل
المياه التي حول الدولة العثماني لسفن جميع الدول، ونصت المعاهدة أيضا على تقليص
حجم القوات المسلحة التركية ، وأصبح الاقتصاد العثماني محكوما من قِبل لجنة
الحلفاء.وهكذا لم تستبق
هذه المعاهدة للدولة العثمانية إلا مساحة قليلة جدا من الأرض في أوروبا، كما
اعترفت بالاستقلال الذاتي لكردستان التي منحت حق الاستقلال بعد سنة إذا ما أبدى
الأكراد رغبتهم في ذلك ([9]).
2-3. معاهدة لوزان
رفض مصطفى كمال هذه المعاهدة، وعمل على
الاتصال بالحلفاء لتدعيم مركزه والاعتراف به؛ فاتصل بفرنسا، واعترف بحقها في بلاد
الشام الشمالية، واتفق على تعيين الحدود بين تركيا وسوريا؛ فوافقت فرنسا على ذلك
واعترفت به ممثلا لتركيا، واتصل بروسيا الشيوعية، وتنازل عن المناطق المتنازع
عليها فاعترفت به، وكذلك إيطاليا؛ وتم توقيع هدنة بين الجانبين في ايلول1921 أقيلت
بعدها حكومة السلطان بضغط من الإنجليز، وتنازل الخليفة عن العرش، وأُبعد خارج
البلاد، وعين عبد المجيد بن عبد العزيز خليفة جديدا، ثم ألغيت السلطنة؛ أي فُصل
الدين عن الدولة، وأصبح أتاتورك هو سيد الموقف في تركيا تتغير الحكومات تبعا
لرغبته.
بعد إلغاء السلطنة
بعشرين يوما ؛دعا الحلفاء على مؤتمر الصلح في لوزان في 20 من تشرين الثاني 1921لإعادة النظر في معاهدة سيفر؛ فتشكل وفد
تركي برئاسة عصمت أينونو، وحدثت منازعات حامية في بداية المفاوضات بين وزير الخارجية
البريطاني اللورد كيرزون وعصمت أينونو، حيث حرصت بريطانيا على إبقاء الموصل بعيدة
عن تركيا، وكانت هذه من الشروط الإنجليزية لإعطاء تركيا الاستقلال. وفشلت الجولة الأولى من
المفاوضات، ثم دعيت الوفود مرة أخرى إلى لوزان للبحث من جديد في بنود معاهدة سيفر،
ووافق الأتراك على الشروط الإنجليزية الذين رفضوا بشدة وثيقة "ميثاق مللي
" والتي تحولت الى وثيقة ضمن الأرشيف التركي لاقيمة قانونية لها .
في 10تشرين الثاني 2017.
قال أردوغان ، في ذكرى وفاة مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك : “عندما
أتطرق إلى التطورات في سوريا والعراق فأنا أتحدث عن أمر مهم، ألا وهو ضرورة أن
نحافظ على حدود ميثاقنا الوطني مجدداً”، مشددا على أن تركيا “ لا يمكنها الوقوف
موقف المتفرج أمام تعرضها للاعتداءات والهجمات من ضمن حدود ميثاقها الوطني وهي
مضطرة لفعل ما يلزم”. واستطرد قائلا: “هذا ما نفعله
من خلال عملية درع الفرات وما نفعله في إدلب وعفرين أيضا، ونحن لا نستطيع البقاء
متفرجين على ما يحدث ومجبرين على فعل ما يلزم”.
([10]). كلمات
اردوغان تلتقي مع سياسة أتاتورك الذي كان يؤكد على : ” يجب دائما أن نضع في اعتبارنا أن المناطق المحيطة
باسكندرون، انطاكيا، جبل سمعان ، قطمة وكلّس هي مأهولة من قبل أتراك وأن ثلاثة أرباع
مدينة حلب هم أتراك يتحدثون العربية وهذه قواعد سنستند عليها في كل مطالباتنا
القادمة " ([11]) .
3. الحدود العراقية التركية
بالنسبة للحدود العراقية
التركية ، بعد
هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى واحتلال القوات البريطانية
لولايتي البصرة وبغداد في عام 1918 ، وضع ضابط المخابرات البريطانية تي. إي لورنس
(لورنس العرب) خريطة للمنطقة ، قام بتضمينها دولة منفصلة للكورد واشار فيها الى حكومات
منفصلة للمناطق ذات الأغلبية الكردية والعربية في العراق الحالي. وضع لورنس في
خارطته المشار اليها علامتي استفهام على المنطقة االتي تتضمن مدينة الموصل ادراكا
منه ان هذه المنطقة كانت موطناً لأعداد كبيرة من العرب (معظمهم سنة، وبعضهم شيعة)،
وأكراد (سنة، يزيديون وشيعة)، تركمان (سنة وشيعة)، آشوريون وكلدان وأرمن ويهود بين
آخرين([12]).
استند الاتفاق بين
العراق تركيا في ترسيم خط الحدود على المادة الثالثة من معاهدة لوزان التي نصت على
" يجب ان تحدد الحدود بين تركيا والعراق وفق اجراء ودي يتم عقده بين تركيا
وبريطانيا خلال تسعة اشهر، وفي حالة عدم التوصل الى اتفاق بين الحكومتين خلال
المدة المذكورة، فأن النزاع ينبغي ان يحال الى عصبة الامم.
" ([13]) . تم
الاتفاق في عام 1926 في تكوين لجنة لتعليم حدود العراق تركيا عرفت باسم "لجنة
كوسيوز "وتألفت هذا اللجنة من خمسة أعضاء ، اما رئيس اللجنة فاختارته عصبة الأمم.([14])
3-1. لجنة تعليم الحدود العراقية التركية
تم تشكيل اللجنة برئاسة "اي
اف فيرسن " وزير السويد المفوض في بوخارست والكونت "بول تلكي"
الجغرافي المشهور ورئيس الوزراء المجري سابقا والعقيد "أ بولس " العقيد
المتقاعد في الجيش البلجيكي والجنرال جواد باشا وكان يشغل منصب المفتش العام
للجيش التركي في القاطع الجنوبي ممثلا عن تركيا والدبلوماسي العراقي "صبيح نشأة"ممثلا
عن العراق واستعانت اللجنة بأربعة خبراء بصفة مستشارين هم "دي بورتاليس"
السويسري الجنسية والسنيور" ردولو " الايطالي الجنسية والمسيو "كادير"
الفرنسي الجنسية و"ريد" الفرنسي الجنسية والتحق باللجنة الاممية
المستشرق "كريمر" الهولندي الجنسية بصفة مترجم والخبير
البريطاني "أر اف جاردين" مساعد المستشار الإداري في الموصل منذ عام
1919([15]).
بداء الطرفان التركي
والبريطاني بتقديم الأدلة والوثائق للجنة ، أشارت الحكومة البريطانية على
قرار الطابو التركي المؤرخ في 5 صفر 1310 هـ 16 تشرين الثاني 1918الذي نص
على تبعية شهرزور للعراق، وهذا القسم الإداري التركي المعروف بشهرزور يَضُم
ّكركوك ورانية وأربيل ورواندوز وكويسنجق وكفري وكلها في ولاية الموصل. وإن الخريطة
التي قدمها المندوب التركي في أرضروم سنة 1848 إلى لجنة تحديد الحدود التركية-
الإيرانية أظهرت رواندوز وأربيل والسليمانية ضمن ولاية بغداد التي كانت تجاور ولاية
وان([16]).
في عام 1923 طالبت تركيا ان تكون الحدود الفاصلة بين
العراق وتركيا هي جبال مكحول وسلسلة جبال حمرين كحد فاصل بين البلدين ([17]).
واقترحت الحكومة البريطانية خطا مؤقتا في عام 1924
عرف بخط بروكسل وهو ينطبق تقريبا على خط الحدود
الحالية
وفي 21 آذار 1925، غادرت
اللجنة العراق، ثم قدمت تقريرها إلى عصبة الأمم في 16 تموز 1925، والذي جاء في
(113) صفحة من القطع الكبير مع إحدى عشرة خارطة. وقد خلصت اللجنة الى انها " تميل لتأييد ضم جميع الأراضي الواقعة جنوبي
خط بروكسل الى العراق وذلك بشرطين الأول يجب أن تبقى المنطقة تحت الانتداب الفعال لمدة
25 سنة.، والثاني ان تؤخذ بنظر الاعتبار رغبات
الأكراد فيما يخص تعيين موظفين أكراد لإدارة مملكتهم، الأمور العدلية، والتعليم في
المدارس، وأن تكون اللغة الكردية، اللغة الرسمية في هذه الأمور" ([18]).
رفضت تركيا توصيات
اللجنة وقدمت طلبا مستعجلا إلى محكمة العدل الدولية الدائمة في (لاهاي) في اليوم
التاسع عشر من شهر أيلول عام 1925م، بأن تعلن رأيها فيما إذا كان تقرير اللجنة بعد
المصادقة عليه، يجب أن يعتبر مجرد عمل للوساطة، أو توصية، أو قراراً قطعياً.
وقد أصدرت المحكمة المذكورة في اليوم الحادي والعشرين
من شهر تشرين الثاني عام 1925، حكماً يعلن بأن القرار الذي سيتخذه مجلس العصبة في
القضية سيكون قراراً قطعياً وملزماً، وأن ذلك القرار سوف يقرر بصفة محددة حدود
ولاية الموصل على شرط أن يكون ذلك القرار "قرار اجماعي ".([19] ) . وقد إتخذ مجلس عصبة الأمم قراره الشهير في الاجتماع الذي عقده
بتاريخ 16 كانون الأول 1925 بعائدية الموصل للعراق، مشترطاً ثلاثة شروط، وهي:
1. عقد إتفاقية عراقية-تركية لتحديد الحدود
بينهما وفقاً لخط بروكسل المشار إليه بقرار المجلس في 29 تشرين الأول 1924.
2. عرض إتفاقية جديدة بين بريطانيا والعراق
لمدة 25 سنة، لضمان مساعدتها لإدارة العراق كدولة منتَدبة، ما لم يقبل العراق
عضواً في عصبة الأمم قبل ذلك.
3. دعوة الحكومة البريطانية إلى أن تعرض على
المجلس التدابير التي ستتخذها من أجل أن تؤمن للأكراد في العراق التعهدات المتعلقة
بالإدارة المحلية التي أوصت بها اللجنة في إجتماعها الأخير.
في حزيران عام 1926 عقدت
معاهدة ثلاثية بين العراق وبريطانيا وتركيا ، وبهذا انتهت مشكلة الحدود العراقية –
التركية([20]).
3-2 . إتفاقية انقرة لتنظيم علاقات الجوار
وتحديد الحدود بين العراق وتركيا
أصبحت تلك الاتفاقية حجر
الأساس لتنظيم العلاقات بين العراق تركيا بعد إنسحاب بريطانيا من المنطقة وقد ورد
في مقدمة بنودها :
من أهم النقاط التي نصت عليها "اتفاقية
أنقرة" ما يلي:
1. ترسيم الحدود بين البلدين بشكل نهائي طبقا
لما يسمى "خط بروكسل " واعتبارها غير قابلة للانتهاك.
2. في المادة الخامسة اتفق الطرفان على الامتناع
عن محاولة تغيير خط الحدود المشار اليه في الفقرة 1 من الاتفاقية .
3. أشارت المادة السادسة من هذه الإتفاقية
“يتعهد الأطراف بإتخاذ كل الإجراءا ت اللإزمة لحماية الحدود من عمليات النهب أو
قطع الطريق التي يقوم بها افراداً أو جماعات مسلحة ، كما يتعهد هؤلاء الأطراف بعدم
مرورهم عبر الحدود من خلال إتخاذ إجراءات متبادلة”.
4. أشارت المادة السابعة والثامنة من المعاهدة
إلى تنظيم إجراءات التعاون المتبادل في مجال المعلومات الإستخباراتية ،”فإذا ماقام
الضابط المختص بضبط حالات تهديد للحدود من قبل افراد أو جماعات مسلحة ، فإنه ينبغي
الإبلاغ عنهم”.“ينبغي على الضباط المعتمدون في حالة ما إذا وجدت عمليات نهب وسلب
وسرقة ، لابد من إخطار بعضهم البعض ، وعلى هؤلاء الضباط العمل بكل الوسائل الضرورية
لعرقلة مرور هؤلاء عبر الحدود”.
5. المادة التاسعة من الإتفاقية ، أشارت إلى
أنه ” في حالة ما إذا تم ارتكاب جريمة قتل من قبل شخص أو مجموعة من الأشخاص ، أو
وقعت جريمة قتل في منطقة حدودية وتم اللجوء إلى الجانب الآخر ، أو تم إلقاء القبض
على أناس يحملون أسلحة في المناطق الحدودية ، فإنه ينبغي تسليمهم بصورة إلزامية”.
6. المادة العاشرة من الإتفاقية وتحديداً في
مجال التعاون الأمني التركي والعراقي ، حددت المنطقة التي تنطبق عليها الاتفاقية بعمق
75 كيلومتر على كل جانب من الحدود .
7. في المادة 12 اتفق الطرفات على الامتناع
عن الاتصال بالقوى السياسية وشيوخ العشائر والامتناع عن القيام باي دعاية ضمن
منطقة الحدود .
8. وفقا للمادة 14 من الاتفاقية تحصل تركيا على
نسبة 10٪ من عائدات نفط الموصل وكركوك لمدة 25 سنة [21].
استنادا لاتفاقية انقرة
فان الحدود الحالي بين العراق وتركيا في منطقة جبلية من ملتقى وادي ‘‘حاجي بك ’’ بالحدود
العراقية الايرانية، ثم يتجه غربا مع امتداد هذا الوادي ووادي مهدانة حتى بداية وادي
وركجوك، وثم يتجه شمالا فيمر بالمرتفعات التي تفصل بين حوض وركجوك وشمدينان.([22]) وبعد ان يقطع
الوادي الاخير تسير بصورة عامة نحو الغرب قاطعة وادي الزاب قرب قرية دوسكى وتعقبه
سلسلة جبال ريزى ورز وان حرور ثم تقطع نهر الخابور مارة بقمة جبل مهر داغ حتى تصل
الحدود بنهر الهيزل وبنفس الاتجاه مع نهر الهيزل حتى ملتقاه بالخابور حيث تسير مع
الخابور حتى ملتقاه بنهر دجلة شمال قرية فيشخابور(.[23]). وهذا
يشير الى ان خط الحدود يسير مع مجرى نهر الخابور وروافده، متبعا خطوط تقسيم المياه
وقمم الجبال حتى نقطة الحدود الثلاثية للحدود العر اقية - الايرانية – التركية ويمتد
خط الحدود من الجانب العراقي في محافظتي اربيل، ومحافظة دهوك ، اما الجانب التركي
فيمر خط الحدود بين مقاطعة حكارى، شرناح
. ويبدأ خط الحدود من الغرب على أساس هذه اللجنة و قامت
بمسح الحدود ونظمت بمقياس رسم 1/0000 َثم
وضعت دعامات وعددها (99) دعامة مرقمة بتسلسل يبدأ من الغرب الى الشرق وتقع الدعامة
الأخيرة عند نقطة التقاء الحدود العراقية التركية الإيرانية
. وبعد انتهاء الانتداب على العراق، اعتمدت كل دولة
حدودها عن طريق بناء المخافر الحدودية لحراسة الحدود من اعمال التسلل والتهريب ([24]).
4. العمليات التركية في شمال العراق
في تشرين الأول (1984)،
وقع العراق مع تركيا (اتفاقية المطاردة الحثيثة)، الذي بموجبه تبيح كل دولة لجيش
الدولة الأخرى دخول أراضيها لعمق يصل إلى (5) كم ولمدة ثلاثة أيام [25]،
لتعقب الانفصاليين الأكراد (المناوئين للنظامين) ، وكان المستهدف منه حزب (pkk)، وقد جمدته تركيا من جانب واحد عام (1988) ،
وفي تلك المدة قامت تركيا بثلاث عمليات عسكرية داخل الأراضي العراقية بين عامي
(1987-1988)، وتم تنفيذها بموافقة العراق . شملت العمليات التركية داخل الحدود
العراقية ومنذ العام 1983 ما يلي :
1. العملية الأولى خارج الحدود نفذت في العام
1983 في إطار اتفاقية التعاون وحماية الحدود بين تركيا والحكومة العراقية وبدأت في
25 أيار/مايو .
2. نفذت تركيا الحملة الثانية في تشرين
الأول/أكتوبر عام 1984 .
3. الحملة الثالثة خارج الحدود بدأت في 12
آب/أغسطس 1986
4. الحملة العسكرية الرابعة والتي اطلق عليها
اسم " Supurge/العصا"
بدأت عام 1991.
5. في تشرين الأول/أكتوبر 1991 نفذت تركيا
حملة جديدة.
6. في الثامن أيار/مايو 1992 شنت حملة عسكرية
أخرى تحت مسمى " Sizma"
.
7. شن جيش الاحتلال التركي في 12 تشرين
الأول/أكتوبر 1992 حملة اخرى.
8. نفذ الجيش التركي عمليتين بريتين خارج
الحدود في 10 حزيران/يونيو 1993، و28 كانون الثاني 1994.
9. بتاريخ 6 شباط 1994 كانت هناك محاولة
للتوغل البري من قبل الجيش التركي في منطقة مزري وكاريه دري.
10.
في
نيسان/ إبريل 1994 نفذت عملية عسكرية أخرى في نفس المنطقة .
11.
في
20 آذار 1995 بدأ الجيش التركي بتنفيذ اكبر عملية عسكرية خارج البلاد ، بقيادة 13
جنرال في الجيش و 35 ألف جندي وكان الهدف منها السيطرة على منطقة حفتانين دامت 45
يوماً فقط.
12.
بعد
عام على الحملة السابقة نفذ الجيش التركي حملة عسكرية أخرى بتاريخ 6 آذار 1996
استهدفت مناطق سينهات و حفتانين وقلعة رش .
13.
ونفس
العام وفي شهر كانون الأول نفذ الجيش التركي عملية أخرى في نفس المناطق.
14.
في
14 أيار/مايو 1997 نفذ الجيش التركي عملية عسكرية أخرى وبمشاركة ما يزيد على خمسين
الف جندي في حملة اسمتها "Balyoz/المطرقة".
15.
في
شهر أيلول من نفس العام وبمشاركة مئة دبابة وعشرات الآلاف من الجنود ، شنت هجومها
من جديد اطلق عليه اسم " Çekîç" .
16.
حملة
جديدة وأسميت "" Mûrat بدأت في ربيع 1998، وشارك فيها ما يزيد على 40 الف جندي ، القوات
التركية توغلت في أراضي جنوب كردستان .
17.
في
العام 1999، وللمرة الـ 24 الجيش التركي ينفذ عملية خارج الحدود .
18.
في
20 أيار/مايو عام 2000، شن الجيش التركي هجوماً كبيراً على منطقة حفتانين.
19.
حملة
الأخرى كانت في كانون الأول عام 2007 ، وكان الاعتماد في هذه الحملة بشكل كبير على
سلاح الجو "الطيران الحربي والمروحيات" ، لكنها على الأرض لم تحقق أي نتائج.
20.
في
21 شباط 2008 ، جدد جيش الاحتلال التركي حملته البرية خارج البلاد تحت مسمى "
Guneş
Harekati" في منطقة زاب.وشارك في هذه الحملة عدد
كبير من القوات الجوية والبرية.
21.
نفذ
الجیش التركي، في 25 نيسان /أبریل 2017 ضربات جویة قرب جبال سنجار بالعراق.
22.
شھد
یوم 11 حزيران 2018 ،قیام الجیش التركي بالعدید من الضربات َّ الجویة في جبال
قندیل شمال العراق.
تتواجد القوات التركية
في شمال العراق منذ عام 1995 وتتوزع على اكثر من 27 قاعدة عسكرية تنتشر في مناطق بامرني
حيث يوجد مهبط الطائرات الذي كان يستخدمه صدام حسين في زياراته إلى مصيف سرسنك في
ثمانينات القرن الماضي، وهي قاعدة عسكرية لوجيستية وفيها مطار والهدف منها هو السيطرة
على كل منطقة حفتانين ومتينا، واستخدامها في شن هجمات محتملة. كما توجد مقرات
تركية في مناطق شيلادزي، باتوفان، كاني ماسي، كيريبز، سنكي، سيري، كوبكي، كومري،
كوخي سبي، سري زير، وادي زاخو والعمادية وبعشيقة وصوران وقلعة جولان للسيطرة على منطقتي
زاب وزاغروس.
بالإضافة الى المقر العسكري في منطقة "حرير" ومعسكر
"زمار" وقاعدة "سيدكان" وبضع مقرات عسكرية في منطقتي
"ديانا وجومان" القريبتين من جبال قنديل، ومقرات في مناطق خنير وخاوكورك
وكيلاشين وديرلوك لقطع قطع الطريق ما بين منطقتي زاب وكاري . وبنت تركيا على
حدودها مع إقليم كردستان في منطقة زاب، المركز العسكري (49) الذي ترتبط به مراكز عسكرية
منتشرة في مناطق "إليا جيلي وكري وشيكير وسيفري تبه وسري سيفه وكتيبة الهجوم
الصاروخي وسرايا في محيط بيليجانوخان تبه وآرتوش".. المقرات العسكرية التركية في مناطق سنكيسير و رانيا وقلعة ديرز
هو محاصرة منطقة قنديل. يوجد في منطقة جيلو الواقعة شمال منطقتي خاكورك وخنير
كتيبتين وهي اورومار وشيتازيني. وفي محيط منطقة افاشين توجد مقرات عسكرية تنتشر في
بيسوسن و هركي و تل نريز و بيزيل و اوباروك.وفي خاكورك: كتائب ومقرات عسكرية في
خابيسك وهارونا وتل كونسيفر.
كما يوجد عدد من القواعد
العسكرية والمراكز الاستخباراتية التركية داخل الأراضي العراقية؛ منها قواعد
باطوفة وكاني ماسي وسنكي وقاعدة مجمع بيكوفا وقاعدة وادي زاخو، وقاعدة سيري
العسكرية في شيلادزي وقواعد كويكي وقمريي برواري وكوخي سبي ودريي دواتيا وجيل
سرزيري، وقاعدة في ناحية زلكان قرب جبل مقلوب في بعشيقة”.
5. تركيا وعقدة الحد الجنوبي
خرجت تركيا بعد اتفاقية
لوزان عام 1923 مثقلة بشعور الظلم نتيجة لخيانة "رعاياها" السابقين
ممثلين بالعرب واليونان والبلغار والاكراد وكذلك الشعور بتأمر القوى الاوربية ضدها
لذلك فقد تركزت كل جهود القادة الاتراك منذ ذلك الحين سواء كانوا اتاتوركيين
علمانيين او اردوغانيين إسلاميين على الحفاظ على مايعرف بالمربع الذهبي وهي الثوابت
الاربع للاستراتيجية التركية التي تشمل :
1. تركيا
دولة واحدة مركزية مركز قيادتها في انقرة ورفض النزاعات القائمة على أسس إثنية
ومذهبية تحديداً، استشعاراً لخطورتها على المستويين النظري البحت بشكل عام والعملي
الخاص بتركيا وتركيبتها العرقية والمذهبية بشكل خاص، ولهذا قال المؤرخ الروسي البروفيسور
ميخائيل سيميونوفيج لازاريف " ربما كان من الحكمة أن يقترح كمال وزملاؤه على
الأكراد موقف الشركاء المتساوين” لكنهم آثروا “سياسة الصهر” وتأكد توينبي من أن
الكماليين يطمحون إلى توحيد كردستان كلها تحت الإشراف التركي. ذلك أنهم يجدون في
اقتسام كردستان مصدر خطر دائم على تركيا " ([26]).
من هذا المنطلق وبموجب المادة (88) من الدستور التركي, يعتبر جميع السكان القاطنين
داخل الحدود التركية, أتراكا بغض النظر عن إنتمائهم الديني أو القومي/العرقي .
2. أولوية
الحفاظ على الأمن القومي التركي ومصالح تركيا في الداخل والخارج.
3. عدم
السماح بتاسيس دولة كردية في اي جزء من العالم
4. . ان
تركيا هي ممثل المسلمين الوحيد امام العالم اعتبار أن تركيا وريثة الدولة العثمانية
التي كانت المظلة السياسية لكامل جغرافيا المنطقة.
لذلك
تعتبر العقلية التركية ان الوصول الى منطقة مابعد قمم الجبال هو حق تاريخي يجب ان
يعترف به العالم ومن ذلك يمكن ان نفهم اندفاع القوات التركية لمحاولة احتلال مدينة
الباب في سوريا وصولا الى حلب ومحاولة خلق منطقة نفوذ في الموصل في العراق والدعوة
لانشاء منطقة امنه بحماية تركية([27]).
كانت
اول المحاولات التركية في تعزيز مركزية الدولة التركية وقيادتها عام 1932 فيما عرف
باسم (نظرية اللغة الشمس ) وهي نظرية تقدم بها كلا من حسن رشيد تانكوت وإبراهيم
نجمي ديلمين الى مؤتمر التاريخ الثاني في أنقرة عام 1932، وتقول تلك النظرية أن اللغة
التركية هي اللغة الأم التي انبثقت عنها كل اللغات العظيمة الأخرى. وانها اللغى التي كان
يتعبد بها كهنة عبادة الشمس في أواسط آسيا خلال عصور ما قبل التاريخ، وأن اللغات العظيمة
الأخرى مثل العربية والفارسية والفرنسية إنما انبثقت في الأصل عنها.نظرية “لغة الشمس” تدعى أنه منذ
استعمار الأتراك آسيا الوسطى، التي توصف في دراساتهم بـ”مهد الحضارة!”، كانت اللغة
التي ابتكرها كهنة عبادة الشمس الأتراك أول لغة يتحدث بها الإنسان.بعد الجفاف الذي ضرب مناطق الإستبس،
اضطرت القبائل التركية إلى الهجرة غربا، واستقروا جنوب العراق وأسسوا حضارة “سومر”
صاحبة أقدم لغة مكتشفة حتى اليوم، ومن السومرية -التركية حسب زعمهم- تفرعت كل
ألسنة العالم إلى اليوم. وهذا الكلام هو نفس ما كان يردده وزير
الحربية في حكومة الاتحاد والترقي، “أنور باشا” في عام 1917، وقد تبنى مصطفى كمال
اتاتورك تلك النظرية وحاول فرضها من خلال العديد من المؤتمرات التي دعا اليها .
ومازالت تلك النظرية مترسخة في عقول القوى العلمانية التركية .
بعد وصول حزب العدالة
والتنمية الى السلطة ، حاول إعادة صياغة العلاقات الخارجية لتركيا، على تجاوز فكرة
الجسر لتكون تركيا مركزا إقليميا بما يعني أن توسع من دائرة علاقاتها الخارجية لتشمل
إضافة إلى الغرب عددا أكبر من الدوائر، لاسيما تلك التي تربطها بها روابط جيوبوليتكية
ثقافية وتاريخية. وفي هذا الإطار يقول رجب طيب أردوغان: '' لقد انتهى عهد التفكير
الضيق والانطوائية بالنسبة لتركيا، ومن الان فصاعدا لتفكر تركيا بشكل أوسع وأكبر،
ستتحرك بأفكار سامية تليق بمكانتها الجيواستراتيجية ورسالتها التاريخية ([28]) .
طبعا ان تركيا تدرك أن
الشرق الأوسط هو المجال الجغرافي الوحيد في جوار تركيا الذي يمكنها فيه لعب دور
إقليمي دون الاصطدام بقوى عالمية، بالمقارنة بالقوقاز حيث النفوذ الروسي، حيث ان
تركيا اذا اصطدمت بالنفوذ الروسي فقد تفقد الاراضي التي حصلت عليها وفقا
لـ"معاهدة موسكو – قارص"، التي تقوم روسيا بالتصديق عليها كل 25 عاما،
حيث تم توقيع هذه الاتفاقية عام 1921، وبموجبها حصلت أنقرة على مدينة قارص
الأرمينية وأردهان وجبل أرارات مقابل إنهاء المجازر التي تقوم بها ضد الأرمن،. وأسست
الحدود المعاصرة بين تركيا ودول جنوب القوقاز، والتي ساعدت على إنهاء معركة
سردارأباد والحملة القوقازية ككل.كما ان تركيا لاتستطيع ان تتجه الى ألبانيا والبوسنة
حيث نفوذ دول أوروبا الوسطى. كما ان تركيا تتجنب اي مماحكة على الحدود التركية
الايرانية التي وضعتها اتفاقية جالديران خوفا من اثارة الطائفة الشيعية التي تتمركز
في مدينتي ازمير وقارص وكذلك اثارة العنصر الاذري
من هذا المنطلق فقد عملت تركيا على الاستفادة من الوضع
القلق على حدودها الجنوبية مع العراق وسوريا.
الحلم التركي الحالي
يتركز في اجتياز حاجز الجبال على الحدود العراقية السورية التركية وصولا الى السهل
الذي يلي ذلك الحاجز والذي يتمثل في مدينتي الموصل في العراق ومدينة حلب في سوريا
وحيث ان اتفاقية لوزان اتفاقية دولية لرسم الحدود والمعروف في القانون الدولي ان
اتفاقيات الحدود لايمكن تعديلها الا باتفاق كافة اطراف المعاهدة لذلك فان تعديل
اتفاقية لوزان يعتبر حلم بعيد المنال , لذلك تسعى تركيا الى اثارة عواطف سكان
المناطق الحدودية باستغلال الطابع البغيض لاتفاق استعماري يعتبر معدوم الاثر من اجل
تحقيق هدف قريب المدى يتمثل في انشاء اقاليم شبه مستقلة يكون لتركيا بحكم القرب
الجغرافي اليد الطولى في ادارتها حتى تحقيق الهدف الابعد وهو ضم تلك المنطاق الى
نفوذها مرة اخرى . بتحقيق ذلك الهدف تتمكن تركيا من محاصرة اي جهد لانشاء دولة
مستقلة للكورد وتظهر امام العالم كقوى اقليمية رئيسية تجبر العالم على التعامل
معها على هذا الاساس وتحقيق الامنية الاتاتوركية القديمة بالانضمام للاتحاد
الاوربي بالاضافة الى السيطرة على عقدة انابيب الغاز المجهزة لاوربا من قطر وروسيا
وايران .([29]). من هذا المنطلق فقد ركزت السياسات التركية على :
1. المسؤولية التاريخية باعتبار تركيا
الحديثة وريثة " الخلافة العثمانية" .
2. التوجه الشرقي: باتجاه البلدان العربية،فبدلاً
من السياسة السابقة القائمة على عدم التدخل أو التدخل المحدود تحول الدور التركي
إلى دورٍ فاعل ومؤثر في مختلف قضايا المنطقة وأزماتها.
3. القوة الناعمة لتركيا التي لها أبعاد اقتصادية
واجتماعية وإقليمية.
4. المواطنة التاريخية فالمادة 66 من الدستور
التركي يعرف «الترك» بأنه «أي شخص مُرتبط بالدولة التركية من خلال رابطة
المواطنة»، وبالتالي، فإن الاستخدام القانوني ل «التركية» مُصطلح كمواطن في تركيا
يختلف عن التعريف العرقي. بحيث يسمح لمن يثبت أصوله العثمانية قانوناً بالتقدم للحصول
على الجنسية، وهي الحالة التي سمحت للكثيرين من سكان بالد الشرق الأوسط والبلقان من
الحصول على الجنسية التركية .
وفي هذا السياق يؤكد
أحمد داوود أوغلو، المنظر الاساسي للرؤية التركية الجديدة، أن العقد الذي أعقب
الحرب الباردة مثل عقد "ضائع" بالنسبة لتركيا، حيث لم تتبنى خلاله تصورا
متكاملا مكتفية بسياسة '' ردود افعال'' أو '' الاستجابة للأزمات ''. وعلى هذا الاساس
تتمحور الرؤية التركية في ضرورة امتلاك تركيا لسياسة خارجية موجهة لكل منطقة مع
التكامل بين أبعاد هذه
السياسة ومناطقها .([30]
).
من هذا المنطلق عمدت
السياسة التركية الى تبني إستراتيجية الاستبدال والإحلال ، فبعد فشل محاولات تركيـا
للانضـمام للاتحـاد الأوروبـي، قررت تركيا التحول الى إستراتيجية الاستبدال، والتي
تسـتبدل فيهـا الانضـمام إلـى الاتحـاد الأوروبـي بـإحلال العـالم العربـي مكانـه،
حيـث شـكلت هـذه الإسـتراتيجية (الاسـتبدال والإحـلال)، مكسـبا إقليميـا لـه قيمته
بالنسبة لتركيا . ولـم يكـن
الموقـف التركـي ليأخـذ بهـذه الإسـتراتيجية لـولا الموقـف الأوروبـي المتخذ بحق
تركيا , فالساســـة الأوربيـــون الـــذين يؤكـــدون فـــي كـــل مناســـبة علـــى
العالميـــة، والتعدديـــة باعتبارهــا مبــادئ أوروبيــة أساســية، يطرحــون
بكثــرة الأســاس المســيحي للهويــة والثقافة الأوروبية عندما يتعلق الموضوع
بالعلاقات مع تركيا ([31]) .
ان حزب العدالة والتنمية
يؤمن ان كـل الشـروط التـي يطلبهـا الاتحـاد الأوروبـي مـن تركيـا مثـل: حقـوق الإنسـان،
قبـرص، بحـر إيجـة، والمعـايير الاقتصـادية مـا هـي إلا ذرائـع مـن أجـل أبقاء
تركيا وبشكل دائـم فـي حالـة مـن الترقـب، وليسـت مبـررات حقيقيـة مـن أجـل العضـوية
فـي الاتحـاد، حيـث أوجـدت هـذه الشـروط مـن أجـل تطبيـق إسـتراتيجية الغموض التي
تتبعها أوروبا مع تركيا ([32]).
من ناحية أخرى تبنت
السياسة التركية أستراتيجية التوازن والتقارب (إستراتيجية البدائل) في علاقاتها مع
القـوى الإقليميـة الرئيسـة فـي المنطقـة ٕ حيث تـرى أن تركيـا وايـران لهمـا
تشـابه كبيـر فـإيران تشـبه تركيــا من حيــث انه لا يمكــن تحديــدها بمنطقــة
مــا، أو حصــرها فــي إقلــيم جيوسياســي واحد.
فالمقارنــة
التــي يمكــن أجراؤهــا بــين الوضــع الجيوسياســي لكــل مــن تركيــا وايـران ٕ
تظهـر السـمات الجيواسـتراتيجية لإيـران والتـي تشـابه إلـى حـد مـا السـمات الجيواستراتيجية
لتركيا ([33]).
6.العراق في
الاستراتيجية التركية المستقبلية
منذ ان تم توقيع اتفاقية
انقرة لعام 1926 بقي موضوع كركوك والموصل غصة في حلق كافة القادة الاتراك لم تغادرها
لحد الان ونظرة الى الماضي القريب نرى الرئيس التركي توركوت أوزال الأسبق يردد
نغمة الحقوق التاريخية السابقة لتركيا في كركوك والموصل. وسبق لاوزال في الخامس عشرمن
كانون الثاني 1991،أي قبل شهر ونصف من بدء الحرب على العراق، ان عرض على رئيس
الاركان التركي الفريق أول نجيب تورمتاي دخول القوات المسلحة التركية إلى شمال
العراق وصولاً إلى الموصل وكركوك مع بدء قوات التحالف بدخول الأراضي العراقية. وفي
عام 1995،طالب الرئيس التركي سليمان ديميريل بضرورة إعادة ترسيم الحدود بين تركيا
والعراق لأن منطقتي الموصل وكركوك مازالتا تابعتين لتركيا وكجزء من إقليم تركيا . في
عام 2003، قال وزير الخارجية عبد الله كول خلال لقاء صحفي ((سنأخذ حق تركيا من
البترول هناك (الموصل وكركوك) . يقول الألماني كارل هوفمان ، مؤلف كتاب " لسياسة
النفطية والاستعمار الانكلو-ساكسوني " متحدثا عن أهمية الموصل للسياسة
التركية بقوله “إن كردستان الجبلية بالنسبة لتركيا هي عبارة عن حاجز إقليمي في
الشرق. ولكي تقوم تركيا بالالتفاف على كردستان غير الآمنة من الجنوب فانها تحتاج
إلى منطقة الموصل. أو على اقل تقدير، إلى الجزء الشمالي من هذه المنطقة وحتى كركوك
وكفري في الاتجاه الجنوبي الشرقي. وهنا تنحصر الأهمية الإقليمية، السياسية لمنطقة
الموصل بالنسبة لتركيا [34].
اما بالنسبة للنظريات الجيوبولتيكية
التي تاثر بها داود اوغلو يعتبر العراق نقطة الاتصال التي تربط بين القلب الشمالي
الرقعة الجغرافية الممتدة بين الفولغا حتى شرق سيبيريا والقلب الجنوبي أفريقيا
جنوب الصحراء الكبرى، كما وانه ووفقاً لما جاء في تلك النظريات يدخل ضمن الهلال
الداخلي الذي يشمل سواحل أوربا والجزيرة العربية وسواحل جنوب شرقي أسيا والهند
وقسماً كبيراً من البر الصيني المحيط بمنطقة الارتكاز التي تشمل نطاق الاستبس من
التركستان الروسية حتى جنوب شرقي أوربا, وبما ان العراق يقع في نهاية الهلال الداخلي
من جهة الشرق في قلب جزيرة العالم بين القارات الثلاثة القديمة لذا فأن موقعه
الجغرافي ذو أهمية استراتيجية عالية وكبيرة بسبب تحكمه بالطريق الذي يربط بين تلك
القارات .
مما تقدم فقد عمل داود اوغلو
على تعزيز فكرة تحويل تركيا الى قوة فاعلة في العالم من خلال ركيزتين يعتقد بانهما
ستجعلان اوربا مجبرة على القبول بتركيا ضمن الاتحاد الاوربي وتجبر القوى العظمى
وخصوصا الولايات المتحدة الامريكية على التعامل مع تركيا كلاعب اساس في الساحة
الدولية بتعزيز الفكرة التي اوجزها بالقول (في جميع المجتمعات في الشرق الأوسط، لا
ينظر إلى تركيا على أنها دولة صديقة وشقيقة فقط، بل كزعيم لفكرة جديدة ونظام
إقليمي، وأن لديها القدرة على تحديد المستقبل ) لذلك دعى الى القول بان على تركيا
أن تقيم علاقاتها مع كل القوى العالمية من خلال الشرق الأوسط. وبعبارة أخرى، فإن
الشرق الأوسط سيصبح أبرز معالم الدولة المركزية. كلما أصبحت تركيا أكثر تأثيرًا في
الشرق الأوسط، ازدادت قدرتها على المساومة في مواجهة القوى الأخرى. وكلما أصبحت
مكانتها مركزية في الشرق الأوسط، أصبحت أكثر إقناعا للآخرين . والعامل الثاني هو
ان على تركيا جعل اراضيها نقطة تركيز وإعادة توزيع وتصدير للغاز في العالم
بالنسبة لملف انابيب
الغاز فقد اتفق الخبراء ان من يسيطر على منطقة الموصل وشمال سوريا سوف يتحكم
بشريان الغاز التي تنطلق من روسيا التي تسيطر على 75% من انتاج الغاز بالعالم وقطر
التي تعتبر من اكبر مصدري الغاز في العالم الى اوربا ومن الممكن من مراجعة
المشروعات التي تناولت تمديد أنابيب الغاز عبر العالم يلاحظ ان أهم مشاريع تلك
الأنابيب هي التي من المخطط لمروره في الأراضي السورية والعراقية والخطط التي قسمت
الخطوط الكبرى لأنابيب الغاز إلى مشروعات تقع تحت نفوذ روسيا وحلفائها، ومشروعات
أخرى تقع تحت تأثير الولايات المتحدة وحلفائها، بينما يتصارع المحوران على تمديد
مشروعات جديدة عبر دول المنطقة، وقد كان هذا الصراع محركاً أساسياً لسياسات هذه
الأطراف وتعاطيها مع أحداث السنوات الأخيرة.
وفقاً لهذا المنطلق،
كانت كل من تركيا والولايات المتحدة وقطر والسعودية تلتقي في بداية الأحداث على
مشتركات ترتبط بمخططات كل منها لأنابيب الغاز التي سعت لتمريرها عبر الاراضي العراقية
إلى تركيا ومنها الى اوربا . الا ان تلك الخطط اصيبت بالتعثر نتيجة لتأخر العمل في
تنفيذ خط نابوكو الذي من المخطط ان يمتد من أذربيجان عبر تركيا إلى بلغاريا، ثم
إلى رومانيا فالنمسا ً؛ وقيام روسيا بتمديد خطوط أخرى تصل إلى النمسا وألمانيا،
مستفيدةً من مساعدة إيران لها من خلال تحويلها وجهة الفرع الثاني من "نابوكو"،
من تركيا إلى العراق وسوريا.كما كان مرسوماً لخط سعودي أن يمر عبر العراق، ثم إلى
منطقة حمص في سوريا، ومنها إلى مدينة طرابلس اللبنانية، وفي فرع آخر من منطقة حمص
إلى ساحل مدينة بانياس السورية؛ إضافةً إلى خط غاز قطري يمر عبر الخليج ثم يأخد
طريقاً عبر العراق وصولاً إلى تركيا التي تستورد من إيران معظم حاجتها من الغاز؛
الا ان ايران قامت بتغيير وجهة خط بارس ،
والذي كان من المفترض أن يمر من الخليج إلى تركيا، وحولته إلى وجهة العراق وسوريا،
إضافة إلى اختيار اليونان كمصب بدلاً من تركيا، ما أدى إلى غضب الأتراك والقطريين،
وذهابهم باتجاه التصعيد السياسي والعسكري عبر الأطراف التي يمولونها في الساحتين
السورية والعراقية .
7.السياسة
التركية وإدارة ترامب
من الدروس التي
استوعبتها السياسة التركية وأصبحت احد الركائز الأساسية في رسم السياسات المستقبلية
، تجنبا لما حصل بعد الحرب العالمية الأولى ، كان الإحساس بعدم المبالغة في القدرات
الذاتية ، ففي الجولة الأولى من
مفاوضات لوزان، والتي امتدت من 21 نوفمبر 1922 إلى 4 فبراير 1923، ربط عصمت إينونو
توقيعه على المعاهدة بالموافقة على بنود «الميثاق الملي»، الأمر الذي قوبل بالرفض
من قبل الحلفاء في 31 يناير عام 1923. أيقن
مصطفى كمال أن التصلب حول شروط «ميثاق مللي»، والخريطة المنبثقة عنه سوف يؤدي إلى
إشعال حرب جديدة لا طاقة للأتراك بها. وبالتالي، فضل التمسك بما حققه من مكاسب في
حرب الاستقلال، وأمر إينونو بالتوقيع على المعاهدة بأي ثمن. من هذا المنطلق عمدت
الحكومة الى المحافظة على التأييد الأمريكي لتحركاتها في المنطقة .
وقد استمر هذا الشعور
مسيطرا على السياسة التركية حتى اليوم ، فالاتراك يؤمنون انهم قوة إقليمية كبيرة
ويجب ان يكون لها دور كبير في رسم خارطة سياسات المنطقة ولكن في نفس الوقت نرى
السياسة التركية تعمل في ظل القوى العالمية الكبرى مع المحافظة على التوازن في
علاقاتها مع كل من الولايات المتحدة و روسيا الاتحادية والصين . واقرب مثال على
ابتعاد الاتراك عن اغضاب الدول العظمى مسارعة اردوغان للاغتذار الرسمي عن اسقاط طائرة
حربية روسية في الأجواء السورية ومسارعته للانضمام لمحور الاستانة بقيادة روسيا
لحل الازمة السورية ، وتغيير تصريحاته بشأن مسلمي الايغور في الصين.
اما على المحور الأمريكي فقد عمل جاهدا على خلق لوبي
تركي قوي داخل العاصمة الامريكية واشنطن فمنذ عام 2014 دفعت تركيا لشركة (كرينبرغ تراورغ
) مبلغ ستة مليون وستمائة الف دولار من
اجل تشكيل مجموعة ضغط لصالح تركيا في واشنطن ، كذلك حصلت شركة (بالارد بارتنيرز) على
مبلغ أربعة مليون دولار قبل ان تنهي عقدها عام 2019 بعد فضيحة بنك (خلق ) التركي .
منذ وصول ترامب الى سدة الرئاسة تعاقدت الحكومة التركية مع حوالي 21 شركة يترأسها
او يعمل فيها اشخاص مقربين من حملة ترامب الانتخابية ومن ضمنها شركة ( واين اند هتجنسن
) .
في كتابه الجديد المعنون
"في الغرفة حيث حدث ذلك" بين مستشار الأمن القومي السابق للرئيس
الأميركي دونالد ترامب، جون بولتون طبيعة التاثير التركي داخل إدارة ترامب . واعتبر
بولتون "جيم جيفري" السفير الأمريكي السابق لدى العراق، والذي يشغل
حاليا منصب المستشار الخاص لوزير الخارجية، مايك بومبيو، بشأن سوريا ، مؤيدا لأردوغان
ومناهضا للأكراد حيث كان جيفري معروفًا
بالفعل بموالاته للحكومة التركية في واشنطن لعدد من السنوات، بعد أن شغل منصب سفير
الولايات المتحدة في تركيا من عام 2008 إلى عام 2010. وفي كتاب بولتون، تم تصوير جيفري
أيضًا كمسؤول مؤيد لأردوغان ومعادي للأكراد.
وكان جيفري يدافع عن سياسات أردوغان بقوة . وذكر الكتاب الذي يخضع
لمسألة قانونية في واشنطن ان بومبيو أخبربولتن
قبل يومين من عيد الميلاد أن جيم جيفري، سفير الولايات المتحدة السابق إلى تركيا، فقد
مساندته للأكراد، لكنه يرى تركيا كشريك موثوق به في الناتو. ويرى بولتون ان جيفري
وفريقه هم أميركيون يعملون من وجهة نظر تركية أصبحت تقود مصالحهم وتحثّهم على
الدفاع عن تصرفات حكومة أردوغان. في أنقرة، وقبل أن يجتمع
الوفد الأميركي بالوفد التركي، قدّم جيم جيفري "خريطة ملونة لشمال شرق
سوريا، تظهر أجزاء اقترح السماح لتركيا بأخذها وما يمكن أن يحتفاظ الأكراد به".. كان جوزيف دانفورد في نفس الوفد الذي كان
في أنقرة للقاء المسؤولين الأتراك، ولم تعجبه الخريطة التي اقترحها جيفري، وأخبر بولتون
أن "منصبه بالتأكيد" يتجلى في "إبقاء الأتراك بالكامل على الجانب
الآخر من الحدود مع سوريا شرق نهر الفرات". .
بذلك تحاول تركيا من
خلال إرضاء القوى الكبرى في العالم المحافظة على وضع القوة الإقليمية لنفسها ليسهل
بعد ذلك ان تتحرك في الحيز الجيوغرافي الذي تريد التوسع اليه والذي يشمل شمال سوريا
وشمال العراق وصولا الى الحدود الإيرانية مع كركوك وذلك بخلق شعور داخل الإدارة الامريكية
بان هذه المنطقة المضطربة يجب ملئها اما بالاتراك او (روسيا وايران ) .
8.أدوات
الاستراتيجية التركية
ترتكزت الاستراتيجية التركية
في تنفيذ اهدافها على التركية في تحركاتها في الشرق الأوسط على عدد من الأدوات هي :
أولا: القوة العسكرية
ترتكز
السياسة العسكرية التركية على قاعدة كلما كانت الدولة قوية عسكريًّا، كلما امتلكت
القدرة على توجيه سياساتها الداخلية باستقلالية تامة من أجل التدخل في شؤون غيرها
من الدول. من هذا المنطلق ركز الجهد العسكري التركي على مسارين " الجهد
العسكري المباشر " و " الجهد الاستخباري السري " .
منذ
عام 1983 والحكومات التركية المتعاقبة تدفع بقواتها العسكرية الى داخل الحدود
العراقية بحجة ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني ولكنها لم تتمكن من تحقيق وجود
دائم داخل العراق الا بعد عام 1996 وبعد عام 2003 توسعت وتمددت القواعد العسكرية
التركية لتصل الى اكثر من 29 قاعدة اعمقها معسكر بعشيقة تحت ذريعة قتال داعش،
وتجاهلت مرارًا الطلب العراقي بالانسحاب، مبررة ذلك بأن نشاطها العسكري في الأراضي
الواقعة شمال العراق يرتبط بأمنها القومي المهدد من قبل تنظيم داعش.
بالنسبة
للجهد الاستخباري ،فمقرات الاستخبارات التركية تنتشر بشكل
كبير في المناطق دهوك و اربيل وزاخو.وإلى جانب هذا تنشط الاستخبارات التركية في
مناطق نفوذ حزب الاتحاد الوطني الكردستاني أيضاً، وهذا تحت مسمى الشركات الخاصة في محافظة
السليمانية ومدن حلبجة وكرميان. كما تنشط الاستخبارات التركية في محافظة كركوك
وباقي المناطق التي يتواجد فيها التركمان . إلى جانب العديد من مقرات الاحتلال
التركي تتمدد على طول الحدود انطلاقاً من معبر الخابور وصولاً إلى منطقة صوران.
وبهدف أحكام السيطرة على مناطق خنير وخاكورك وكيلاشين قامت ببناء قاعدة سيدكان.
كما أنشأت مقرات عسكرية في ديانا وجومان بهدف الضغط على منطقة قنديل.وكما ذكرنا سابقاً،
فإن المقرات العسكرية والاستخباراتية التركية تنتشر على الحدود اعتباراً من معبر
خابور الحدودي نحو المناطق الشرقية مروراً بمناطق باتوفان، بارميرني، أمديه،
ديرلوك وشيلاديز.
بالإضافة الى الجهات
الحكومية فيتم استخدام سلسلة من الجماعات التي تعمل بالنيابة عن العناصر التابعة
للقائمين على السلطة تحت حماية ثقافة "الإفلات من العقاب" التي يرجع
تاريخها إلى عقود مضت. من اشهر تلك المجموعات مجموعة يطلق عليها
اسم "أرغينكون " المتهمة بارتكاب جرائم بحق
الأكراد وقد اتهمها الادعاء العام التركي بانها التي تقف وراء كل أعمال العنف
السياسي تقريبا في تاريخ تركيا الحديث. وسبق لرئيس الوزراء التركي الأسبق بولنت
اجاويد ان اكد وجود ذراع تركي لبرنامج مزعوم لحلف شمال الأطلسي (ناتو) يدعى "غلاديو"
ويهدف للبقاء خلف خطوط العدو استعدادا لأي غزو سوفيتي محتمل. وتردد أن النسخة التركية
عُرفت باسم "مكافحة حرب العصابات". كشفت لجنة رسمية عن صلات بين الحكومة
والجماعات شبه العسكرية وعالم الجريمة للمرة الأولى، وأقر جهاز الاستخبارات
الوطنية التركي (إم.آي.تي) بتجنيد عناصر من المنظمات الإجرامية القومية المتطرفة
لتنفيذ عمليات اغتيال. كما يوجد مجموعة ثانية تدعى " جيتيم " ، الجناح
الاستخباراتي لقوات الدرك التركية الذي تأسس في ثمانينات القرن العشرين ونُسبت
إليه المسؤولية عن الكثير من الفظائع التي ارتكبت إبان التسعينات في إطار ما يُشار
إليها باسم الحرب القذرة على حزب العمال الكردستاني المسلح المتشدد. وقوات الدرك
هي قوة شرطة ريفية من موروثات العهد العثماني تعمل في أغلب الأحيان دون أن تخضع
للمساءلة تقريبا.
ثانيا: الاقتصاد
تعمل
الحكومة التركية على تقديم مجموعة من الإعانات الاقتصادية أو حزم استثمارية من أجل
التأثير على التوجهات السياسية للدول الأخرى، أو دفعها لتبني مواقف سياسة تتسق مع
توجهات الدولة المانحة. ويوجد في منطقة كردستان
عدد كبير من الشركات والاستثمارات التركية يبلغ عددها حسب بعض التقارير حوالي 1350
شركة تركية. كما تمارس تركيا
العديد من الأنشطة، فعلى سبيل المثال، تمارس هيئة الإغاثة التركية (تيكا) نشاطًا
إغاثيًّا واسعًا في عدد من الدول العربية، منها الصومال والسودان، فضلًا عن سوريا
والعراق، وتوفر هيئة الإغاثة مبررًا لتركيا للتمدد وتزويد المجموعات المسلحة
الموالية لها بالسلاح تحت غطاء دعم مالي.
ثالثا : الدين
أن لتركيا سلاحا قديم
العهد ويتم استخدامه غالباً من خلال الطرق الصوفية ذات المنشأ التركي، أو تلك التي
يسيطر على رئاستها أتراك، ولها فروع في الدول المحيطة. وخصوصا بعض الطرق ذات الحضور
والقوة الكبيرين في تركيا ولها فروع كثيرة ومؤثرة في شمال العراق عامة وفي مدينة
الموصل بشكل خاص، وبين المسلمين في جزيرة قبرص وآسيا الوسطى والقوقاز، كما في مدينة
حلب السورية وبعض القرى في أقصى شمال لبنان. وتشكل فروع الطرق الصوفية في الدول
المحيطة روافد للمنبع التركي الأساسي، وإن كانت تتمتع ببعض الحرية في العمل والتنظيم.
إلا أن تركيا تبقى المركز الداعم لمعظم هذه الطرق وتنظم لها المؤتمرات السنوية
والنشاطات والاحتفالات الضخمة وتدعم بعضها ماليا ما يزيد من ارتباط أنصار ومريدي
هذه الطرق بتركيا ويعزز بالتالي، النفوذ التركي ([35]) .
رابعا: الإعلام
تحاول
تركيا التمدد في المنطقة العربية من خلال السيطرة على وسائل اعلام تتناول قضايا المنطقة
العربية، ويصورها بصفتها قضايا مهمة لأمن تركيا القومي، ولذلك، شرعت تركيا في
إنشاء قنوات باللغة العربية لمخاطبة العالم العربي، مثل «تي أر تي» بالعربية، كما
تعمل وكالة الأناضول التركية الحكومية على تغطية الأخبار العربية بكثافة، فضلًا عن
عدد كبير من المواقع الناطقة باللغة العربية، مثل أخبار تركيا، وغيرها من المواقع
الأخرى، كما يتقن العديد من المحللين السياسيين
التركيين اللغة العربية، ويشاركون في مداخلات أو لقاءات تلفزيونية ناطقة باللغة
العربية، محاولين خلق قوة ناعمة لتركيا بإظهارها جزء من المنطقة العربية.
خامسا : الدبلوماسية
تركز
الدبلوماسية التركية على الترابط التاريخي بين الدول العربية وتركيا الحديثة
باعتبارها وريثة للخلافة العثمانية ، تركز الخارجية التركية على قضايا منطقة الشرق
الأوسط التي تحتل حضورا كبيرا في خطابها الإعلامي، بما في ذلك الازمة السورية
والأوضاع في العراق، فضلا عن قضايا الشرق الأوسط ، ومحاولة ترسيخ دورها كقائد
لعالم الإسلامي، مستغلة المشاكل التي تعاني منها كلا من سوريا والعراق. إذ
تعتمد السياسة الخارجية التركية على عناصر الدبلوماسية ضمن اربعة دوائرلأداء دورٍ
إقليمي في محيطها الجغرافي القريب والبعيد. الدائرة الأولى هي "الدبلوماسية
الاستباقية" وتعني توقع الأزمات القادمة وطرح حلولٍ لها قبل استفحالها .
الدائرة الثانية هي "الدبلوماسية المتوازنة" وفيها تأخذ تركيا موقع
العامل القوي في التوازنات الدولية. الدائرة الثالثة هي " الدبلوماسية
المرنة" وهي نموذج جديد من الدبلوماسية بين الشرق والغرب: فالسياسة الخارجية
التركية تتعامل مع دول الشرق من منطلق تاريخها وثقافتها وهويتها الشرقية، ومع
الدول الغربية وفق منظورٍ غربي يقوم على معايير الديمقراطية والحكومة المدنية،
والمصالح الاقتصادية المشتركة. الدائرة الرابعة "الدبلوماسية الإنسانية"
وتقوم على التدخل التركي بمختلف الأزمات ذات الأبعاد الإنسانية في نطاقها الجغرافي
الإقليمي وحتى الدولي.
سادسا : الوكلاء
السياسيين
منذ صعود حزب العدالة
والتنمية الى سدة الحكم ، أصبحت جماعات الإخوان المسلمون أداة لتركيا تتسلل من خلالها
إلى الدول العربية وتتدخل في شؤونها الداخلية، بهدف تحقيق طموحاتها الجيوستراتيجية
والاقتصادية الا ان عدم وجود حضور قوي لجماعة الاخوان في العراق حد من إمكانية التسلل
الى العراق عن طريقهم يمكن الاعتماد عليه.
وقد حاولت تركيا استغلال الحزب الإسلامي العراقي، الذي تعود جذوره إلى أربعينيات
القرن الماضي والذي تم إنشاؤه بالفعل في الستينيات، من اجل لعب دور رئيسي في حكم
العراق، ولكن بسبب الهيمنة القوية للأحزاب الشيعية اواحتكارها لمؤسسات الدولة فقد فشلت
تلك الجهود وحاليا تقدم تركيا ملاذا امنا للمرتبطين بسياستها من السياسيين
العراقيين . في موازاة ذلك، يلعب الأتراك أيضًا بطاقة الأقلية، مُستغلين الهويات
العرقية والقومية بدلاً من الأبعاد الدينية والطائفية. لذلك تحاول تركيا التركيزعلى
محنة التركمان العراقيين، الذين تشكل مناطقهم أهمية استراتيجية، ولا سيما كركوك
التي تملك احتياطيات نفطية ضخمة، وصراعها الأيديولوجي مع الأكراد الذين لا يزالون يشكلون
تهديدًا بسبب مشروعهم في الاستقلال. وقد قامت الحكومة التركية بادراج خارطة في
المناهج الدراسية، تظهر فيها محافظات الموصل وكركوك وصلاح الدين ودهوك وأربيل
والسليمانية العراقية، بالإضافة إلى أجزاء كبيرة من سوريا، كجزء من الأراضي
التركية.
الخاتمة
مما تقدم من استعراض اصبح واضحا ان تركيا الحديثة :
1. لم تنسى في يوم من الأيام الجراح التي
اصابتها في الحرب العالمية الأولى ، وان النزعة الطورانية التي رسختها جماعة
" الاتحاد والترقي " في أواخر عهد الدولة العثمانية مازالت حاضرة في
اذهان قادة "انقرة " . ونتيجة للمحددات الجيوسياسية فقد ركزت انقرة منذ
عام 1923 على "البطن الرخوة " جنوبا والمتمثلة في سهول ماخلف خط الجبال
الجنوبية في حلب والموصل وكركوك وهذه السياسة ثابتة سواء كانت تركيا علمانية
يحكمها أتاتورك وخلفاؤه أو اخوانية يحكمها اردوغان وحزبه .
2. ان الوصول الى سهول ما خلف خط الجبال
لايرتبط فقط بموضوع الثروات الاقتصادية والنفطية في تلك المنطقة بل يحقق هدفا
طالما سعى له اتاتورك وخلفائه وهو القضاء على حلم "الدولة الكردية "
نهائيا باعتبار ان سكان تلك المناطق غالبيتهم ليسوا من الاكراد وتصبح المنطقة
الكردية محاطة بمناطق تركية من مختلف الجهات .
3. ان الاستراتيجية التركية قائمة على مبدأء قضم
الجغرافية والديمغرافية منذ مئة عام وفق ما جرى في كيليكيا ولواء اسكندرون يمكن
إدراك السعي المحموم لترسيخ الوجود التركي في المدن العراقية على المدى الطويل .
4. ان تركيا تدرك ان العالم بداء يتحول من
البترول الى الطاقة النظيفة التي تعتمد على الغاز وان المتحكم في عقدة انابيب
الغاز سيتمكن من فرض شروطه على دول العالم وحيث ان كافة انابيب الغاز المستقبلية
تمر من خلال شمال العراق ، تسعى تركيا الى فرض سيطرتها المباشرة او غير المباشرة على
تلك المنطقة .
5. ان السياسات التركية تتدرج من التعاون مع
الحكومات المركزية ، الى اثارة مخاوف السكان المحليين الى عمليات التغيير
الديمغرافي والمطالبة بالحكم الذاتي ومن ثم الدعوة إلى استفتاء والتلاعب بنتائج
هذا الاستفتاء بالتواطؤ مع الراعي الدولي وابتزازه من خلال اللعب على حبال
الصراعات الدولية ,ويمكن القول أن الأتراك اكتسبوا خبرات في ممارسة اللعب على
المتغيرات الدولية فكما استفادوا من دعم السوفيات في حرب التحرر الوطني التي
خاضوها ضد الحلفاء في عشرينيات القرن الماضي عادوا ,وابتزوا الحلفاء قبل الحرب
العالمية الثانية بالتهديد بالانضمام لدول المحور بين الحربين العالميتين كذلك هم
يتراقصون اليوم على حبال التجاذبات الروسية الأمريكية
.
6. هنا يجب أن نشير
أن تركيا لا تختلف عن باقي القوى الدولية التي تسعي لتعظيم منافعها من خلال سياسة
خارجية متعددة الأدوات والأهداف، فتارة تستخدم التدخل العسكري وتارة تستخدم سلاح
الدبلوماسية من أجل تأمين مصالحها، ثم لا تلبث أن تتفاوض مع القوى الدولية من أجل
تأمين مصالح تلك القوى في الصراعات الاقليمية .
المصادر
1. أحمد عبد الرحيم مصطفى ، في أصول التاريخ
العثماني ، دار الشروق .
2. أحمد علي قدوري ، مصطفى كمال اتاتورك محرر
تركيا ومؤسس دولتها الحديثة، المطبعة الوطنية ،مصر،1983.
3. باسيل دقاق، تركيا بين جبارين، لبنان،
1947 .
4. فاضل حسين ، مؤتمر لوزان واثاره في البلاد
العربية ،بغداد ،1967.
5. خضير مظلوم فرحان البدير ي ،التاريخ
المعاصر لايران وتركيا ، بغداد ، 2009 .
6. سليم الصويص،اتاتورك منقذ تركيا وباني
نهضتها الحديثة، مصر، 1975 .
7. زهير جمعة المالكي ، "تاريخ الحدود
العراقية " مقال منشور http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?t=2&aid=546309 .
8. زهير جمعة المالكي ، مقال بعنوان "
تركيا من تصفير المشاكل الى حلق المشاكل " منشور http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=535904
9. رضا محمد سليم، الجغرافية السياسية للعراق
دراسة في المحددات المكانية لوظائف الدولة، جامعة الزقازيق، كلية الآداب، رسالة ماجستير،
2008 .
10.
جاسم
محمد الخلف، جغرافية العراق الطبيعية والاقتصادية والبشرية، مطبعة دار المعرفة، ط3
،1965، بغداد.
11.
عمار
عباس محمود ، القضية الكردية إشكالية بناء دولة ، 2016 .
12.
م. س. لازاريف: “المسألة الكردية (1917-1923)”، ترجمة عن الروسية: د.
عبدي حاجي. الطبعة الثانية: دار الفارابي – 2013 .
13.
عبد
المحسن المياح، مشكلة الموصل وترسيم الحدود العراقية التركية، مطبعة بيت الحكمة،
بغداد ، 2002 .
14.
مذكرات عبد العزيز القصاب .
15.
الدكتور
فاضل حسين ، مشكلة الموصل دراسة في الدبلوماسية العراقية – الإنكليزية – التركية وفي
الراي العام ، العراق ، مطبعة اسعد .
16.
مريم
عزيز فتاح، تحليل العوامل التي رسمت الحدود العراقية التركية، منشورات مركز
كردستان للدراسات الاستراتيجية ، السليماتية ،2007 .
17.
سيف
الدين عبد القادر، جغرافية العراق العسكرية، مطبعة شفيق، بغداد، 1970 .
18.
زهير جمعة المالكي ، مقال بعنوان ، سايكس بيكو المظلومة " منشور http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=506393
19.
على
جلال معوض ، "الرؤية
التركية للامن الاقليمي في منطقة الشرق الاوسط"، مجلة أوراق الشرق الاوسط،
القاهر: المركز القومي لدراسات الشرق الاوسط، .
20.
احمد داود أوغلو، "العمق
الإستراتيجي: موقع تركيا ودورها في الساحة الدولية"، 2010 ، بيروت، لبنان:
الدار العربية للعلوم .
21.
كارل
هوفمان: السياسة النفطية والاستعمار الانكلو-ساكسوني .
22.
جو
حمورة، الطرق الصوفية أو سلاح تركيا السري، مركز الشرق الاوسط للأبحاث والدراسات الاستراتيجية،
20 كانون الاول 2018
23.
تصريحات
أردوغان، خلال حفل افتتاح إحدى الكليات ببلدة إناجول التابعة لمدينة بورصة
التركية، بتاريخ 23 تشرين الأول 2016 .
24.
الميثاق
الوطني التركي المكتوب باللغة التركية القديمة والمنشورفي https://www.marefa.org/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%AB%D8%A7%D9%82_%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A_(%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7)
25.
مجلة
المنار، العدد 21 ،ص410 أغسطس 1920 م،
مقال "معاهدة الصلح مع تركية".
26.
صحيفة
أنقرة-سبوتنيك 10/11/2017
27.
مجلة الوثائق التاريخية العسكرية،
العدد 27، رقم 695، الصفحة 921، عام 1959
28.
https://www.jstor.org/stable/2213009?re now=1&seq=3#page_scan_tab_contents
[2] تصريحات أردوغان، خلال حفل افتتاح إحدى الكليات
ببلدة إناجول التابعة لمدينة بورصة التركية، بتاريخ 23 تشرين الأول 2016 .
[3] فاضل حسين ، مؤتمر لوزان واثاره في البلاد العربية
،بغداد ،1967،ص 14 .
[4] محمد علي قدوري ، مصطفى كمال
اتاتورك محرر تركيا ومؤسس دولتها الحديثة، المطبعة الوطنية ،مصر،1983،ص11.
[5] خضير مظلوم فرحان البدير ي ،التاريخ المعاصر لايران
وتركيا ، بغداد ، 2009 ،ص177
[6] سليم الصويص،اتاتورك منفذ
تركيا وباني نهضتها الحديثة، مصر، 1975 ،ص 65 .
[7] الميثاق الوطني التركي المكتوب
باللغة التركية القديمة والمنشورفي https://www.marefa.org/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%AB%D8%A7%D9%82_%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A_(%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7)
[8] مجلة المنار، العدد 21 ،ص410 أغسطس 1920 م، مقال "معاهدة الصلح مع
تركية".
[9] أحمد عبد الرحيم مصطفى ، في
أصول التاريخ العثماني ، دار الشروق ، ص 295 .
[10] صحيفة أنقرة-سبوتنيك 10/11/2017
[11] مجلة الوثائق التاريخية العسكرية،
العدد 27، رقم 695، الصفحة 921، عام 1959
[12] زهير جمعة المالكي ، "تاريخ الحدود العراقية
" مقال منشور http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?t=2&aid=546309
[13] رضا محمد سليم، الجغرافية السياسية
للعراق دراسة في المحددات المكانية لوظائف الدولة، جامعة الزقازيق، كلية الآداب،
رسالة ماجستير، 2008 ، ص 325 .
[14] عبد المحسن المياح، مشكلة الموصل وترسيم الحدود
العراقية التركية، مطبعة بيت الحكمة، بغداد ، 2002 ،ص 63 .
[15] مذكرات عبد العزيز القصاب ، ص 219 .
[16] الدكتور فاضل حسين ،
مشكلة الموصل دراسة في الدبلوماسية العراقية – الإنكليزية – التركية وفي الراي
العام ، العراق ، مطبعة اسعد ، الصفحة 77 .
[17] مريم عزيز فتاح، تحليل العوامل
التي رسمت الحدود العراقية التركية، منشورات مركز كردستان للدراسات الاستراتيجية ،
السليماتية ،2007 ، ص .7 -6
[18] الدكتور فاضل حسين ، مرجغ سابق ، ص 130 .
[19] الدكتور فاضل حسين ، المرجع السابق ، ص 164 .
[20] سيف الدين عبد القادر، جغرافية
العراق العسكرية، مطبعة شفيق، بغداد، 1970 ، ص 54 .
[22] جاسم محمد الخلف، جغرافية
العراق الطبيعية والاقتصادية والبشرية، مطبعة دار المعرفة، ط3 ،1965، بغداد، ص443
.
[23] سيف الدين عبد القادر، المصدر السابق ، ص 57 .
[24] مريم عزيز فتاح ، مصدر سابق، ص
58-59 .
[25] عمار عباس محمود ، القضية الكردية إشكالية بناء
دولة ، 2016 .
[26] م. س. لازاريف: “المسألة الكردية (1917-1923)”،
ترجمة عن الروسية: د. عبدي حاجي. الطبعة الثانية: دار الفارابي – 2013 – ص 248
.
[27] زهير جمعة المالكي ، مقال بعنوان " تركيا من
تصفير المشاكل الى حلق المشاكل " منشور http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=535904
[28] برنامج ما وراء الخبر: أبعاد
الدور الاقليمي المتعاظم لتركيا، قناة الجزير
[29] زهير جمعة المالكي ، مقال بعنوان ، سايكس بيكو
المظلومة " منشور http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=506393
[30] على جلال معوض ، "الرؤية التركية للامن الاقليمي في منطقة الشرق الاوسط"،
مجلة أوراق الشرق الاوسط، القاهر: المركز القومي لدراسات الشرق الاوسط، ص 106.
[31] احمد داود أوغلو، "العمق الإستراتيجي: موقع
تركيا ودورها في الساحة الدولية"، 2010 ، بيروت، لبنان: الدار العربية
للعلوم، ص584ـ585
[32] المصدر السابق ص 586 .
[33] المصدر السابق ص 462-463 .
[34] كارل هوفمان: السياسة النفطية
والاستعمار الانكلو-ساكسوني ص 171-.172.
[35] جو حمورة، الطرق الصوفية أو سلاح
تركيا السري، مركز الشرق الاوسط للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، 20 كانون الاول
2018
تعليقات
إرسال تعليق