صناعة الاحاديث وخرافات كعب الاحبار- الجزء الاول

زهير جمعة المالكي

1.      بيت المدراس او بيت مدراش هو اكبر مدرسة يهودية في المدينة بالإضافة الى مدرسة ثانية لليهود وهي عبارة عن بيت كبير يعلم فيه اليهود التوراة يقع في منطقة العوالي خارج المدينة ،

2.      يقوم بالتعليم في بيت مدراس حبر من أحبار اليهود اسمه فنحاص، ومعه آخر يساعده اسمه أشيع وكان ممن يعلمون في هذه المدرسة عبد الله بن صوريا الأعور وأبا ياسر بن أخطب، ووهب بن يهوذا .

3.      زار الرسول هذه المدرسة وكذلك زارها أبو بكر ابن ابي قحافة كما يروي أبو هريرة في الحديث الذي كتبه البخاري بالرقم 3167 والذي اعتبروه حديث صحيح.

4.      كان في يهود خيبر والمدينة وأم القرى ونجران واليمن والحيرة أكثر من مئة حاخام .

5.      كانت العوالي هذه منطقة مساكن اليهود كما في جاء في كتاب المعالم الأثيرة في السنة والسيرة لمحمد بن محمد حسن شُرّاب ص228: «جُلُّ سُكنى اليهود كانت بالعالية من المدينة».

6.      وفي كتاب السيرة النبوية الصحيحة للدكتور أكرم ضياء العمري ص427 . (وكانت ديار بني قريظة في العوالي في الجنوب الشرقي للمدينة على وادي مهزور) .

7.      وفي كتاب مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول لأحمد إبراهيم الشريف ص246: «وقد سكن اليهود الجهات الخصيبة الغنية في منطقة يثرب؛ فقد أقام بنو النضير بالعوالي في الجنوب الشرقي للمدينة على وادي مذينب، وأقام بنو قريظة إلى شمالهم على وادي مهزور، أما بنو قينقاع فقد أقاموا عند منتهى جسر وادي بطحان مما يلي العالية، وكان لهم هناك سوق من أسواق المدينة عُرفت بهم».

8.      كان من سكان منطقة العوالي عمر ابن الخطاب وبعض من الصحابة لذلك كان عمر يقول عن نفسه كما روى البخاري في صحيحه - الجزء (1) - الصفحة (29) :- 89 - حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَجَارٌ لِي مِنَ الأَنْصَارِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَهِيَ مِنْ ((عَوَالِي المَدِينَةِ)) وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا، فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ بِخَبَرِ ذَلِكَ اليَوْمِ مِنَ الوَحْيِ وَغَيْرِهِ، وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ . ويقول أيضاً : « وَكَانَ مَنْزِلِي فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ بِالْعَوَالِي » . (مسند أحمد بن حنبل : ج1، ص347.) .

9.      كان عمر ابن الخطاب دائم التردد على المعبد اليهودي (بيت المدراس) ويسمع منهم كما يقول السدي إذ يقول: «كان لعمر بن الخطاب أرضٌ بأعلى المدينة، فكان يأتيها، وكان ممرُّهُ على طريق مِدراس اليهود، وكان كلما دخل عليهم سمع منهم». (تفسير الطبري ج2 ص290 وتفسير السيوطي ج1 ص223).

10.  قال السيوطي في الدر المنثور:5/148: (وأخرج ابن الضريس عن الحسن أن عمر بن الخطاب قال: يارسول الله إن أهل الكتاب يحدثونا بأحاديث قد أخذت بقلوبنا ، وقد هممنا أن نكتبها ؟! فقال (ص): يا ابن الخطاب أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى؟! أما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية ، ولكني أعطيت جوامع الكلم واختصر لي الحديث اختصاراً ! ) .) .

11.  كان عُمَر بن الخطاب في يوم نزوله الى المدينة يأتي للنبي بكتب اليهود ويعرضها عليه . فكان عُمَر يأتي للنبي بصحف من التوراة حتى تضايق منه النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وزجره في قوله المشهور : (أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ) ؟! قال ابن كثير في كتابه البداية والنهاية - الجزء (3) - الصفحة (35) :- قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا هَشِيمٌ أَنْبَأَنَا مُجَالِدٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِتَابٍ أَصَابَهُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكِتَابِ فَقَرَأَهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَغَضِبَ، وَقَالَ: أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟! وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، لَا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ، أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي» تَفَرَّدَ بِهِ أَحْمَدُ، وَإِسْنَادُهُ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ . حسنّه الشيخ الألباني في" الإرواء " (6/ 34 رقم 1589) . وحسنّه الشيخ الأرناؤط عند تعليقه على" شرح السنة " (1/ 270) . وحسّنه الشيخ أبي الأشبال الزهيري في " جامع بيان العلم وفضله " (2/ 19.

12.  أخرج عبد الرزاق ، والبيهقي ، عن أبي قلابة، أن عمر بن الخطاب مر برجل يقرأ كتابا، فاستمعه ساعة فاستحسنه . فقال للرجل : اكتب لي من هذا الكتاب . قال : نعم . فاشترى أديما فهيأه، ثم جاء به إليه، فنسخ له في ظهره وبطنه، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يقرؤه عليه، وجعل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلون، فضرب رجل من الأنصار بيده الكتاب وقال : ثكلتك أمك يا ابن ص: 565 ] الخطاب، ألا ترى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ اليوم وأنت تقرأ عليه هذا الكتاب؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك : (إنما بعثت فاتحا وخاتما، وأعطيت جوامع الكلم وفواتحه، واختصر لي الحديث اختصارا، فلا يهلكنكم المتهوكون) .

13.  وقد كان الرسول ومن حوله من الصحابة يغضبون من كتابة احاديث اليهود حتى انهم في مرة حملوا السلاح كما يروي السيوطي في الدر المنثور :4/3: ( وأخرج أبو يعلي ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ونصر المقدسي في الحجة ، والضياء في المختارة ، عن خالد بن عرفطة قال:كنت جالساً عند عمر إذ أتاه رجل من عبد القيس فقال له عمر أنت فلان العبدي ... فقال (عمر): انطلقت أنا فانتسخت كتاباً من أهل الكتاب ثم جئت به في أديم فقال لي رسول الله(ص): ما هذا في يدك ياعمر؟ فقلت يا رسول الله كتاب نسخته لنزداد به علماً الى علمنا ! فغضب رسول الله(ص)حتى احمرت وجنتاه !! ثم نودي بالصلاة جامعة فقالت الأنصار: أغضب نبيكم ، السلاح ! فجاؤا حتى أحدقوا بمنبر رسول الله(ص)فقال: يا أيها الذين آمنوا إني قد أوتيتُ جوامع الكلم وخواتيمه ، واختصر لي اختصاراً ، ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية ، فلا تتهوكوا ولا يغرنكم المتهوكون )

14.  ولم يكن هذا الاعجاب مقتصرا على عمر ابن الخطاب بل حتى ابنته حفصه كانت تكن هذا الاعجاب أخرج عبد الرزاق في "المصنفوالبيهقي في "شعب الإيمان"، عن الزهري ، أن حفصة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب من قصص يوسف في كتف، فجعلت تقرؤه عليه، والنبي صلى الله عليه وسلم يتلون وجهه، فقال : (والذي نفسي بيده لوأتاكم يوسف وأنا بينكم فاتبعتموه وتركتموه لضللتم).

15.  بالرغم من هذا كان عُمَر كان يتردد إلى مدارسهم كما يروي عُمَر نفسه حيث يقول : «إِنِّي كُنْتُ (أَغْشَى) الْيَهُودَ يَوْمَ دِرَاسَتِهِمْ ، فَقَالُوا: مَا مِنْ أَصْحَابِكَ أَحَدٌ أكرم علينا منك؛ لأَنك تَأْتِينَا» . (المطالب العاليّة لابن حجر العسقلاني : ج2، ص446، ح3521.) وكما شهد به السدّي إذ يقول : «كَانَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَرْضٌ بِأَعْلَى الْمَدِينَةِ، فَكَانَ يَأْتِيهَا، وَكَانَ مَمَرُّهُ عَلَى طَرِيقِ مِدْرَاسِ الْيَهُودِ، وَكَانَ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهِمْ سَمِعَ مِنْهُمْ. وَإِنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِمْ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالُوا: يَا عُمَرُ مَا فِي أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنْكَ. إِنَّهُمْ يَمُرُّونَ بِنَا فَيُؤْذُونَنَا، وَتَمُرُّ بِنَا فَلَا تُؤْذِينَا، وَإِنَّا لَنَطْمَعُ فِيكَ» . (تفسير الطبري : ج2، ص290 . وتفسير السيوطي : ج1، ص223.).

16.  ولقد ألح عُمَر بن الخطاب مرّةً أخرى للتأثير على النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، لدرجة أنّ عبد الله بن زيد قال لعمر بلهجة قوية "امسخ الله عقلك"؟! ، ذكر الهيثمي في كتابه مجمع الزوائد - الجزء (1) - الصفحة (174) :- 810 - وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: «جَاءَ عُمَرُ بِجَوَامِعَ مِنَ التَّوْرَاةِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جَوَامِعُ مِنَ التَّوْرَاةِ أَخَذْتُهَا مِنْ أَخٍ لِي مَنْ بَنِي زُرَيْقٍ، فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ الَّذِي أُرِيَ الْأَذَانَ: أَمَسَخَ اللَّهُ عَقْلَكَ؟ أَلَا تَرَى الَّذِي بِوَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ عُمَرُ: رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، وَبِالْقُرْآنِ إِمَامًا. فَسُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ كَانَ مُوسَى بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ثُمَّ اتَّبَعْتُمُوهُ وَتَرَكْتُمُونِي لَضَلَلْتُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا، أَنْتُمْ حَظِّي مِنَ الْأُمَمِ وَأَنَا حَظُّكُمْ مِنَ النَّبِيِّينَ». رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ.

17.  بعد موت الرسول ظهر على السطح ( كعب الأحبار اليهودي) واسمه كعب بن ماتع الحميري أبو إسحاق ، يقول ليد سبارسكي ان اسمه عبري محرف إلى العربية والحقيقي هو "عقيبا" أما "كعب" فهو اسم منتشر بين يهود شبه الجزيرة العربية وهو تحريفٌ للاسم العبري . وقد فصل النووي نسبه، فقال إنه "كعب بن هينوع أو هيسوع أو عمرو بن قيس بن معمر بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن عوف بن حمير بن قطف بن عوف بن زهير بن أيمن بن حمير بن سبأ الحميري"، وذلك بحسب ما يذكر النووي في كتابه تهذيب الأسماء والصفات.

18.  وبالرغم من ان كعب بن ماتع قد سمع برسول الله وبالقران ولكنه لم يومن الا في زمن عمر . وعندما وصل كعب الى المدينة ظهرت المقولة التي نسبت الى الرسول ظلما (حدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) وهي لاتصح ؛ لأنّها مخالفة صريحة لقول النبي بشأن اليهود : «لَا تَتَّبِعُوا هَؤُلَاءِ قَدْ هَوَّكُوا وَتَهَوَّكُوا» . وقد ورد في صحيح البخاري - الجزء (9) - الصفحة (111) :- 7363 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: "كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ وَكِتَابُكُمُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْدَثُ، تَقْرَءُونَهُ مَحْضًا لَمْ يُشَبْ، وَقَدْ حَدَّثَكُمْ أَنَّ أَهْلَ الكِتَابِ بَدَّلُوا كِتَابَ اللَّهِ وَغَيَّرُوهُ، وَكَتَبُوا بِأَيْدِيهِمُ الكِتَابَ، وَقَالُوا: هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا؟ أَلاَ يَنْهَاكُمْ مَا جَاءَكُمْ مِنَ العِلْمِ عَنْ مَسْأَلَتِهِمْ؟ لاَ وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا مِنْهُمْ رَجُلًا يَسْأَلُكُمْ عَنِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْكُمْ ".

19.  كان كعب الأحبار بمثابة الزعيم الديني ليهود الجزيرة العربية ، أدرك الجاهلية وأسلم في أيام عمر بن الخطاب  . قال الذهبي عنه في كتاب سير أعلام النبلاء - الجزء (4) - الصفحة (472) :- "هُوَ كَعْبُ بنُ مَاتِعٍ الحِمْيَرِيُّ ، اليَمَانِيُّ ، العلَّامة ، الحَبْر ، الَّذِي كَانَ يَهُودِيّاً فَأَسْلَمَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَقَدِمَ المَدِيْنَةَ مِنَ اليَمَنِ فِي أَيَّامِ عُمَرَ ، فَجَالَسَ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَكَانَ يُحَدِّثُهُم عَنِ الكُتُبِ الإِسْرَائِيْليَّةِ " .

20.  وقال ابن كثير عنه في كتاب البداية والنهاية - الجزء (1) - الصفحة (19) :- فَإِنَّ كَعْبَ الْأَحْبَارِ لَمَّا أَسْلَمَ فِي زَمَنِ عُمَرَ كَانَ يَتَحَدَّثُ بَيْنَ يَدَيْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِأَشْيَاءَ مِنْ عُلُومِ أَهْلِ الْكِتَابِ ، فَيَسْتَمِعُ لَهُ عُمَرُ تَأْلِيفًا لَهُ وَتَعَجُّبًا مِمَّا عِنْدَهُ مِمَّا يُوَافِقُ كَثِيرٌ مِنْهُ الْحَقَّ الَّذِي وَرَدَ بِهِ الشَّرْعُ الْمُطَهَّرُ ، فَاسْتَجَازَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ نَقْلَ مَا يُورِدُهُ كَعْبُ الْأَحْبَارِ ; لِهَذَا الْمَعْنَى ، وَلَمَّا جَاءَ مِنَ الْإِذْنِ فِي التَّحْدِيثِ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، لَكِنَّ كَثِيرًا مَا يَقَعُ فِيمَا يَرْوِيهِ غَلَط " .

21.  قال ابن كثير عنه في كتاب البداية والنهاية - الجزء (2) - الصفحة (159) :- أَسْلَمَ فِي زَمَنِ عُمَرَ وَكَانَ يَنْقُلُ شَيْئًا عَنْ كُتُبِ أَهْلِ الْكِتَابِ ، فَكَانَ عُمَرُ يَسْتَحْسِنُ بَعْضَ مَا يَنْقُلُهُ ; لِمَا يُصَدِّقُهُ مِنَ الْحَقِّ ، وَتَأْلِيفًا لِقَلْبِهِ فَتَوَسَّعَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فِي أَخْذِ مَا عِنْدَهُ ، وَبَالَغَ أَيْضًا هُوَ فِي نَقْلِ تِلْكَ الْأَشْيَاءِ الَّتِي كَثِيرٌ مِنْهَا مَا يُسَاوِي مِدَادَهُ ، وَمِنْهَا مَا هُوَ بَاطِلٌ لَا مَحَالَةَ ، وَمِنْهَا مَا هُوَ صَحِيحٌ لِمَا يَشْهَدُ لَهُ الْحَقُّ الَّذِي بِأَيْدِينَا" .

22.  العجيب ان عمر الذي كان معروفا بشدته في منع أصحاب محمد من التحدث في المسجد وقد سَمحَ لكعب الاحبار مباشرةً بأن يجلس في مسجد النبي ويُحدث المسلمين من أدبيات أهل الكتاب وثقافتهم بل أنّه احرق كل الاحاديث التي جمعها الصحابة ، ويسمح فقط لكعب الأحبار بأن يتحدث في المسجد .

23.  لقد كان عُمَر يستشير كعب الأحبار في أهم أمور الحكم ويأخذ بآرائه مثنياً عليها ! مثلاً ما يرويه أحمد بن حنبل في مسنده - الجزء (1) - الصفحة (389) :- 293 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، حَدَّثَنِي أَبُو الْمُخَارِقِ زُهَيْرُ بْنُ سَالِمٍ، أَنَّ عُمَيْرَ بْنَ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيَّ، كَانَ وَلَّاهُ عُمَرُ حِمْصَ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ - قَالَ عُمَرُ يَعْنِي لِكَعْبٍ: إِنِّي أَسْأَلُكَ عَنْ أَمْرٍ فَلا تَكْتُمْنِي، قَالَ: وَاللَّهِ لَا أَكْتُمُكَ شَيْئًا أَعْلَمُهُ، قَالَ: " مَا أَخْوَفُ شَيْءٍ تَخَوَّفُهُ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَئِمَّةً مُضِلِّينَ "، قَالَ عُمَرُ: صَدَقْتَ، قَدْ أَسَرَّ ذَلِكَ إِلَيَّ وَأَعْلَمَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

24.  وذكر أبو بكر بن زنجويه في كتابه الأموال - الجزء (1) - الصفحة (389) :- 640 - قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أني هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنِ الْهَيْثَمِ، أَنَّ عِمْرَانَ الْعَبْسِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّيَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: لَمَّا وَلِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ زَارَ أَهْلَ الشَّامِ، فَنَزَلَ الْجَابِيَةَ وَأَرْسَلَ رَجُلًا مِنْ جَدِيلَةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَافْتَتَحَهَا صُلْحًا، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ وَمَعَهُ كَعْبٌ فَقَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ أَتَعْرِفُ مَوْضِعَ الصَّخْرَةِ؟ فَقَالَ: أَذْرُعٍ مِنَ الْحَائِطِ الَّذِي يَلِي وَادِي جَهَنَّمَ كَذَا وَكَذَا ذِرَاعًا، ثُمَّ احْفِرْ فَإِنَّكَ تَجِدُهَا قَالَ: وَهِيَ يَوْمَئِذٍ مَزْبَلَةٌ قَالَ: فَحَفَرُوا فَظَهَرَتْ لَهُمْ فَقَالَ عُمَرُ لِكَعْبٍ: «أَيْنَ تَرَى أَنْ نَجْعَلَ الْمَسْجِدَ» ، أَوْ قَالَ: «الْقِبْلَةَ؟» فَقَالَ: «اجْعَلْهُ خَلْفَ الصَّخْرَةِ، فَتَجْمَعَ الْقِبْلَتَيْنِ، قِبْلَةَ مُوسَى، وَقِبْلَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» فَقَالَ: «ضَاهَيْتَ الْيَهُودِيَّةَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ، خَيْرُ الْمَسَاجِدِ مُقَدَّمُهَا» قَالَ: فَبَنَاهَا فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ .

25.  كثيراً ما كان عُمَر يسأل هذا كعب اليهودي عن أمور الدين ، حيث ذكر الطبري في تفسيره - الجزء (9) - الصفحة (167) :- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَ: ثنا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثني أَبُو الْمُخَارِقِ زُهَيْرُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ لِكَعْبٍ: مَا أَوَّلُ شَيْءٍ ابْتَدَأَهُ اللَّهُ مِنْ خَلْقِهِ؟ فَقَالَ كَعْبٌ: " كَتَبَ اللَّهُ كِتَابًا لَمْ يَكْتُبْهُ بِقَلَمٍ وَلَا مِدَادٍ، وَلَكِنَّهُ كَتَبَ بِأُصْبُعِهِ يَتْلُوهَا الزَّبَرْجَدُ وَاللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ: (اَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا سَبَقَتْ رَحْمَتِي غَضَبِي) .

26.  وعندما قرأ عمر الآية : "وأدخلهم جنات عدن" لم يجد غير هذا اليهودي الذي أسلم حديثا لكي يسأله عن تفسيرها ! ذكر الطبري في تفسيره - الجزء (20) - الصفحة (121) :- وَقَدْ حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: {جَنَّاتِ عَدْنٍ} [ص: 50] قَالَ: سَأَلَ عُمَرُ كَعْبًا مَا عَدْنٌ؟ قَالَ: «يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قُصُورٌ فِي الْجَنَّةِ مِنْ ذَهَبٍ يَسْكُنُهَا النَّبِيُّونَ وَالصِدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ وَأَئِمَّةُ الْعَدْلِ )

27.  وذكر البيهقي في شعب الإيمان - الجزء (9) - الصفحة (493) :- 7008 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَقِيهُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَعْقِلٍ، نا حَرْمَلَةُ، نا ابْنُ وَهْبٍ، نا مَالِكٌ، أَنَّ كَعْبَ الْأَحْبَارِ كَلَّمَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ: وَيْلٌ لِسُلْطَانِ الْأَرْضِ مِنْ سُلْطَانِ السَّمَاءِ فَقَالَ عُمَرُ: " إِلَّا مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ " فَقَالَ: مَا بَيْنَهُمَا آيَةٌ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.

28.  وذكر السيوطي في كتابه جامع الأحاديث - الجزء (26) - الصفحة (308) :- 29175- عن سالم بن عبد الله: أن كعب الأحبار قال لعمر بن الخطاب: إنا لنجد: ويل لملك الأرض من ملك السماء فقال عمر: إلّا من حاسب نفسه، فقال كعب: والذى نفسي بيده إنها في التوراة لتابعتها، فكبر عمر ثم خر ساجدا (العسكري فى المواعظ، وعثمان بن سعيد، الدارمي فى الرد على الجهمية، والخرائطي فى الشكر، والبيهقي) [كنز العمال 35797]

29.  بل أنّ كعب الأحبار كان يفتي في المسلمين بعض الأحيان ، ذكر مالك بن أنس في موطأه - الجزء (1) - الصفحة (449) :- 1142 - أخبرنا أَبُو مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ كَعْبَ الأَحْبَارِ أَقْبَلَ مِنَ الشَّامِ فِي رَكْبٍ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، وَجَدُوا لَحْمَ صَيْدٍ، فَأَفْتَاهُمْ كَعْبٌ بِأَكْلِهِ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , ذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: مَنْ أَفْتَاكُمْ بِهَذَا؟ فقَالُوا: كَعْبٌ الأَحْبَارِ، قَالَ: فَإِنِّي قَدْ أَمَّرْتُهُ عَلَيْكُمْ حَتَّى تَرْجِعُوا، فلَمَّا كَانُوا بِبَعْضِ طَرِيقِ مَكَّةَ , مَرَّتْ رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ، فَأَفْتَاهُمْ كَعْبٌ أَنْ يَأْخُذُوهُ، فَيَأْكُلُوهُ، فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ أَنْ أَفْتَيْتَهُمْ بِهَذَا؟ قَالَ: هُوَ مِنْ صَيْدِ الْبَحْرِ، قَالَ: وَمَا يُدْرِيكَ؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنْ هِو إِلاَّ نَثْرَةُ حُوتٍ يَنْثُرُهُ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّتَيْنِ .

30.  وكان عمر يسأل كعب الأحبار عن الغيب وما سيجري في المستقبل ويرسل كلامه إرسال المسلّمات ، فقد ذكر الطبراني في معجمه الكبير - الجزء (1) - الصفحة (126) :- 120 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِرْقٍ الْحِمْصِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، ثنا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَالِمٍ، أَنَّ عُمَيْرَ بْنَ رَبِيعَةَ، حَدَّثَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَرْسَلَ إِلَى كَعْبِ الْأَحْبَارِ فَقَالَ: يَا كَعْبُ كَيْفَ تَجِدُ نَعْتِي؟ قَالَ: «أَجِدُ نَعْتَكَ قَرْنًا مِنْ حَدِيدٍ» قَالَ: وَمَا قَرْنٌ مِنْ حَدِيدٍ؟ قَالَ: «أَمِيرٌ سَدِيدٌ لَا يَأْخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ» ، قَالَ: ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: «ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَكَ خَلِيفَةٌ تَقْتُلُهُ فِئَةٌ ظَالِمَةٌ» قَالَ: ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: «ثُمَّ يَكُونُ الْبَلَاءُ».

31.  وذكر ابن حجر في كتابه فتح الباري - الجزء (13) - الصفحة (82) :- عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ قَالَ تَخْرُجُ نَارٌ تَحْشُرُ النَّاسَ فَإِذَا سَمِعْتُمُ بِهَا فَاخْرُجُوا إِلَى الشَّامِ .

32.  وذكر السيوطي كتابه الحاوي للفتاوي - الجزء (1) - الصفحة (311) :- وَأَخْرَجَ ابن سعد عَنْ عمرو بن ميمون أَنَّ عمر لَمَّا طُعِنَ دَخَلَ عَلَيْهِ كعب فَقَالَ: الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ قَدْ أَنْبَأْتُكَ أَنَّكَ شَهِيدٌ، فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ لِي بِالشَّهَادَةِ وَأَنَا فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ؟ . راجع أيضاً تاريخ المدينة لابن شبة (ج3، ص917.)

33.  بل كان عُمَر يستشير كعب الأحبار في وجهات سفره ! إذ أراد ذات مرة أن يسافر العراق لكن كعب الأحبار نصحه بعدم الذهاب فامتثل لذلك عُمَر ! فقد ذكر السيوطي في كتابه جامع الأحاديث - الجزء (28) - الصفحة (8) :- 30588- عن أبي إدريس قال: قدم علينا عمر بن الخطاب الشام فقال: إني أريد أن آتي العراق، فقال له كعب الأحبار: اعيذك بالله يا أمير المؤمنين من ذلك! قال وما تكره من ذلك؟ قال: بها تسعة أعشار الشر وكل داء عضال وعصاة الجن وهاروت وماروت، وبها باض إبليس وفرخ! [كنز العمال 38280] أخرجه ابن عساكر (1/159) .

34. انتبه عمر في اخر حياته الى خطورة ما يحدث به كعب فقال كلمته المشهورة التي يرويها الذهبيعَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ السَّائِبِ بنِ يَزِيْدَ، سَمِعَ عُمَرَ يَقُوْلُ لأَبِي هُرَيْرَةَ: لَتَتْرُكَنَّ الحَدِيْثَ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ لأُلْحِقَنَّكَ بِأَرْضِ دَوْسٍ. وَقَالَ لِكَعْبٍ: لَتَتْرُكَنَّ الحَدِيْثَ أَوْ لأُلْحِقَنَّكَ بِأَرْضِ القِرَدَةِ . (سير أعلام النبلاء للذهبي : ج2، ص600.) . هنا كان لابد ان يختفي عمر وهذا ما سنتناوله في الجزء الثاني ودور كعب الاحبار في اختفاء عمر 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا لايسمح للعراق ان يصبح جزء من طريق الحرير الجديد

أكاذيب لابد من كشفها 4 – اكذوبة صلوا كما رايتموني اصلي

أكاذيب لابد من كشفها 3- اكذوبة زواج عثمان من بنات رسول الله

ما لم يذكره اسامة انور عكاشة

التطور التاريخي لمشكلة الطائفية السياسية في العراق-2

أكاذيب يجب ان يتم كشفها 3 – ابن حنبل ومحنة خلق القران

انتقام قريش من الأنصار

التطور التاريخي لقانون الأحوال الشخصية العراقي

موقع العراق من استراتيجيات الصراع الدولي