مراحل تصنيع الاحاديث – المرحلة الثانية
زهير جمعة المالكي
مع زيادة
المعارضة التي بدأت تأتي من العراق والحجاز شعرت الدولة بضرورة ان يكون لها حائط
للصد ولم تعد اسرائيليات كعب الاحبار ووهب ابن منبه تقنع المسلمين في العراق
والشام من اهل الحضارة الذين سبق لهم الاطلاع على اليهودية والمسيحية والمدارس
الفلسفية لذلك مان لابد من إيجاد مصدر جديد للشرعية لم يطلع عليه اهل تلك البلدان
فكان استخدام أسماء الناس الذين عاشوا في زمن الرسول واستخدام من بقي منهم في
اختراع احاديث ونسبتها الى الرسول مباشرة .
1.
يقول الأستاذ محمد عزة دروزة في مقاله المعنون ( حول الإسرائيليات في كتب
التفسير ) "وفي كتب التفسير روايات تفيد أن المسلمين كانوا يسألون أهل الكتاب
عن جزئيات الأحداث والقصص والشخصيات والأعلام القرآنية، وأن هذا بدأ منذ الصدر
الأول. ومن الأمثلة على ذلك ما رواه المفسرون في سياق تفسير آيات ذي القرنين في
سورة الكهف عن خلاف وقع بين ابن عباس ومعاوية رضي الله عنهما في قراءة جملة (عين
حمئة) الواردة في آية سورة الكهف هذه ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ مَغۡرِبَ ٱلشَّمۡسِ
وَجَدَهَا تَغۡرُبُ فِي عَيۡنٍ حَمِئَةٖ﴾ حيث كان معاوية يقرأها (عين حامية) بمعنى
نبع ماء حار، وكان ابن عباس يقرأها (عين حمئة) بمعنى طينة سوداء. فاتفقا على تحكيم
كعب الأحبار فسألاه كيف تجد الشمس تغرب في التوراة، فقال لهم في طينة سوداء فوافق
جوابه كلام ابن عباس".
2.
مع زيادة حركة الاسرائيليات تحولت بعضها الى ما رووه
بصيغة أحاديث نبوية مثل الرواية عن قتادة في سياق إنشاء إبراهيم بيت الله مع
إسماعيل "إن الله وضع البيت مع آدم حينما أهبطه إلى الأرض، وكان مهبطه بأرض
الهند، وكان رأسه في السماء، ورجلاه في الأرض. فكانت الملائكة تهابه فنقص إلى ستين
ذراعا، فحزن آدم إذ فقد أصوات الملائكة وتسبيحهم، فشكا ذلك إلى الله عزوجل فقال له
يا آدم: إني أهبطت لك بيتا تطوف به كما يطاف حول عرشي، وتصلي عنده كما يصلى عند
عرشي. فانطلق إليه آدم فخرج ومد له في خطوه فكان بين كل خطوتين مفازة، فأتى آدم
البيت في مكة، فطاف به ومن بعده من الأنبياء" (تفسير ابن كثير ) .
3.
يقول النظام المعتزلي
"لاتسترسلوا
إلى كثير من المفسرين، وأن نصبوا أنفسهم للعامة، وأجابوا في كل مسألة، فإن كثيراً
منهم يقول بسبب تركهم لظاهر الآية ومحاولتهم
تفسيرها بالإسرائيليات، مما أعطاها معنى مخالف لمعناها الحقيقي وبعيد عن المراد من
السياق القرآني للآية
4.
ذكر المكثرون بالاخذ من الاسرائيليات منهم أبو هريرة (لم
يتفقوا على اسمه وذكروا له 21 اسم ) وأبن جريج و
"جُريج" هي تعريب لكلمة "جورجيس" ، وابن إسحاق ( قال فيه مالك ابن انس انه
دجال من الدجاجلة ) ، والسدي الكبير (وصفوه بالكذاب وهو صاحب تفسير السدي ) وقتادة
بن دعامة السدوسي (مشهور بالتدليس) ، وسعيد بن جبير( سعيد بن جبير الأسدي
(46هـ-95هـ) تابعي حبشي الأصل لقي نوف بن فضالة البكالي، وغيره من ممن قرأ كتب أهل الكتاب، وكان
يأخذ عنهم بعض الإسرائيليات) ، ومحمد بن كعب القرظي و مجاهد بن جبر
المكي (أخذ عن مغيث بن سميّ الأوزاعي، وكان
ممن يقرأ الكتب.وروى عن رجل يقال له يوسف بن الزبير المكي مولى آل الزبير، كان
يهودياً فأسلم، وابن عباس وتلميذيه
مقاتل بن سليمان (قالوا عنه كان يكذب في الحديث ) ومحمد بن مروان السدي الصغير(قالوا
عنه كذاب ) .
5.
مجاهد بن جبر المكي (ت:102هـ) ذكروا انه كان يفسر القران قال عنه أبو بكر البيهقي "لا يثبت له سماع من أبي
ذر الغفاري"، ومرة" لم يدرك ابن مسعود" وقال عنه أحمد بن حنبل "اختلط
بأخرة " . أخذ عن مغيث بن سميّ الأوزاعي، وكان
ممن يقرأ الكتب.وروى عن رجل يقال له يوسف بن الزبير المكي مولى آل الزبير، كان
يهودياً فأسلم، وكان يقرأ الكتب. قال
أبو حاتم الرازي في شأن ( يوسف بن الزبير: (كان يقرأ الكتب، روى عن عبد الله بن الزبير،
روى عنه مجاهد).وقال البخاري في التاريخ الكبير: (روى منصور بن صفية عن يوسف صاحب الكتب،
قال منصور: وكان رجلا يكون مع ابن الزبير، وكان يهوديا فأسلم).وقال الحافظ المزي: (يوسف بن الزبير القرشي الأسدي المكي،
مولى آل الزبير، وقيل: مولى عبد الله بن الزبير، وكان رضيعَ عبد الملك بن مروان،
وكان يقرأ الكتب).وقد قال أبو بكر بن عياش: قلت للأعمش: (ما لهم يتقون تفسير مجاهد؟! قال: كانوا
يرون أنه يسأل أهل الكتاب). رواه ابن سعد).
6.
اول من فسر القران مقاتل بن سليمان يقول
الشافعي المتوفى سنة 150 للهجرة (من أراد التفسير فهو عيال على مقاتل بن سليمان ) قالوا عنه أبو أحمد الحاكم : ليس بالقوي
عندهم وقال أبو أحمد بن عدي الجرجاني : عامة حديثه مما لا يتابع عليه علي أن كثيرا
من الثقات والمعروفين قد حدث عنه، ومع ضعفه يكتب حديثه وأبو الفرج بن الجوزي :
اتهمه بوضع الحديث وأبو جعفر العقيلي : ذكر له حديثا وقال: لا يتابع عليه وقال أبو
حاتم الرازي : متروك الحديث وذكر أبو حاتم بن حبان البستي : كان يأخذ عن اليهود
والنصارى من علم القرآن ما يوافق كتبهم وكان يشبه الرب بالمخلوقات وكان يكذب في
الحديث وقال عنه أبو دواد السجستاني : تركوا حديثه وقال عنه أبو يعلى الخليلي :
الحفاظ ضعفوه في الرواية، وقد روى عنه الضعفاء مناكير، والحمل فيها عليهم وقال أحمد
بن حنبل : ما يعجبني أن أرو عنه شيئا وقال أحمد بن سيار المروزي : متهم، متروك
الحديث مهجور القول وقال أحمد بن شعيب النسائي : كذاب، ومرة: الكذابون المعروفون
بوضع الحديث علي رسول الله أربعة: منهم مقاتل بن سليمان بخراسان وقال عنه أحمد بن
صالح الجيلي : متروك الحديث وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : دجال جسور وقال عنه
إسحاق بن راهويه : أخرجت خراسان ثلاثة لم يكن لهم في الدنيا نظير، يعني في البدعة،
والكذب منهم مقاتل بن سلبمان وقال عنه ابن حجر العسقلاني : كذبوه وهجروه ورمى
بالتجسيم وقال عنه الدارقطني : يكذب، ومرة ذكره في كتاب السنن وقال: ضعيف وقال عنه
الذهبي : متروك وذكره الوليد بن مزيد : كان يحدث بأحاديث ينقض بعضها الآخر وقال
عنه خارجة بن مصعب الضبعي : كان فاسقا فاجرا وقال عنه زكريا بن يحيى الساجي :
كذاب، متروك الحديث عبد الرحمن بن الحكم زغبة : كان قاصا ترك الناس حديثه عبد
الصمد بن عبد الوارث العنبري : لم يكن بشيء عمرو بن علي الفلاس : متروك الحديث،
كذاب عيسى بن يونس السبيعي : اتهمه بالكذب .
7.
صاحب
التفسير الثاني للقران المسمى (تفسير السدي ) هو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي
كريمة، أبو محمد السدي الكبير الحجازي، ثم الكوفي الأعور المفسر، مولى قريش، صاحب تفسير السدي توفي سنة 127 هجرية أثنى على عدالته
القطان والنسائي وابن عدي وأحمد (في رواية). وجرحه أحمد (في رواية) وابن معين وأبو
حاتم وأبو زرعة والشعبي وابن مهدي والعقيلي والساجي والطبري وشعبة. واتهمه بالكذب
الحافظ السعدي وليث بن أبي سليم (وهو من أئمة السنة وإن كان حفظه ضعيفاً) والمعتمد
بن سليمان. قال ليث: «كان بالكوفة كذّابان فمات أحدهما السدّي والكلبي. وقال حسين
بن واقد المروزي (قاضي فاضل): «قدمت الكوفة فأتيت السدي فينبغي عن تفسير آية من
كتاب الله، فحدثني بها. فلم أتم مجلسي، حتى سمعته يشتم أبا بكر وعمر رضي الله
عنهما، فلم أعد اليه». وقال عنه الجوزجاني: «كذاب شتام». وقال العقيلي: «ضعيف، و
كان يتناول الشيخين» روى ابن جرير: أن الشعبي كان يمر بأبي صالح باذان فيأخذ بأذنه
فيعركها ويقول: تُفسِّر القرآن وأنت لا تقرأ القرآن، وروى ابن جرير أيضا عن صالح
بن مسلم قال: مَرَّ الشعبي على السدي وهو يفسِّر فقال: لأن يُضرب على إستك بالطبل
خير لك من مجلسك هذا التفسير والمفسرون، المؤلف: الدكتور محمد الذهبي (المتوفى:
1398هـ)، الناشر: مكتبة وهبة، القاهرة، (1/92) .
8.
هناك تفسير نسب الى ابن عباس رواه السدي الصغير وهو محمد
بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدّيّ الكوفي، مُحدث ومُفسّر، روى
تفسير نسبه الى ابن عباس باسم (تفسير ابن عباس ) قال الشوكاني في كتاب (الفوائد المجموعة) الصفحة 316 : "ومن جملة التفاسير
التي لا يوثق بها "تفسير ابن عباس"، فإنه مروي من طريق الكذابين كالكلبي
والسدي ومقاتل، ذكر معنى ذلك السيوطي وقد سبقه إلى معناه ابن تيمية" . كان في زمن وكيع بن الجراح، سكن الكوفة. قال عنه
أبو بكر البيهقي : ضعيف وقال أبو جعفر العقيلي : مجهول لا يتابع ولا يعرف حديثه من
وجه يصح وقال أبو يعلى الخليلي : ضعفوه وقال عنه الدارقطني : كوفي مصنف وقال عنه
الذهبي : لا يعرف، أتى بخبر باطل وقال عنه
صالح بن محمد جزرة : ضعيف يضع
9.
سنة 13 للهجرة حصلت حادثة حاول كتاب التاريخ المرور
عليها مرور الكرام ذون إعطائها أي أهمية هي حادثة خالد ابن الوليد والأربعين غلاما
يهوديا الذين ظهر منهم أربعة من اخطر الشخصيات التي اثرت في مسيرة (تصنيع
الاحاديث) وهم محمد ابن إسحاق الذي كتب السيرة النبوية المعتمدة حتى اليوم و حمران
ابن ابان (ابا) الذي زور كتاب عثمان ضد اهل مصر والذي بالرغم من ان البخاري ذكره
في الضعفاء الا انه مصدر الحديث الذي تم على أساسه تغيير الوضوء في الصلاة من
المسح الى غسل الرجلين و محمد ابن سيرين الذي ادخل ثقافة تفسير الاحلام في
الاحاديث وكثير ابن افلح الذي اخترع المغازي .
10. قال ابن كثير
(البداية والنهاية: 9/ 529): "ووجد - أي: خالد - في الكنيسة التي به - أي:
حصن عين التمر - أربعين غلامًا يتعلمون الإنجيل، وعليهم باب مغلق، فكسره خالد
وفرقهم في الأمراء وأهل الغَنَاء، كان فيهم حمران؛ صار إلى عثمان بن عفان من
الخمس، ومنهم سيرين والد محمد بن سيرين، أخذه أنس بن مالك، وجماعة آخرون من
الموالي المشاهير، أراد الله بهم وبذراريهم خيرًا" . قال ابن أبي خيثمة عن مصعب بن عبد الله الزبيري (نقله في تهذيب الكمال: 7/ 303): "محمد بن سيرين من عين التمر من سبي خالد بن الوليد، وكان خالد بن
الوليد وجد بها أربعين غلامًا مختنين، فأنكرهم، فقالوا: إنا كنا أهل مملكة، ففرقهم في الناس . ومنهم أفلح أبو كثير بن أفلح الأنصاري . ومنهم نصير أبو
موسى ابن نصير الذي قاد الجيوش لغزو الاندلس و حمران بن أبان مولى عثمان ابن عفان
11. حمران ابن ابان مولى عثمان ذكر المزي
(ت742هـ) في «تهذيب الكمال » فقال "حمران بن أبان، ويقال ابن أبّي، ويقال:
ابنُ أَبَّا... مولى عثمان بن عفان من سبي عين التمر." قال ابن قتيبة: وتزوّج
«حمران» امرأة من «بنى سعد». وتزوّج ولده في «العرب». وإنما كان ابن أَبَّا، فقال
بنوه: ابن أبان . وقال ابن سعد: نزل البصرة وادعى ولده في النمر بن قاسط، وكان
كثير الحديث. ولم أرهم يحتجون بحديثه [تهذيب
التهذيب
(1/ 487)] وقال محمد بن سعد في
الطبقة الثانية من أهل المدينة: حمران بن أبان مولى عثمان تحول فنزل البصرة، وادعى
ولده في النمر بن قاسط. وقال في موضع آخر: تحول إلى البصرة فنزلها، وادعى ولده
أنهم من النمر بن قاسط، وكان كثير الحديث، ولم أرهم يحتجون بحديثه [تهذيب الكمال
(7/ 301)]يقول عنه الذهبي في سير اعلام النبلاء
" كان كاتب عثمان وكان وافر الحرمة عند عبد الملك طال عمره وتوفي سنة
نيف وثمانين" . يروي الطبري في تاريخه أنّ مصعباً لمّا دخل البصرة سنة 71
" دعا بحمران وقال له: يا ابن اليهوديّة إنما أنت علج نبطي سُبيت من عين
التمر وكان أبوك يدعى أُمّي". قال ابن قتيبة (ت 276 هـ): فوجده مختونا وكان
يهوديا اسمه طويدا. وقال ابن حجر: طورط هو لقب حمران بن أبان مولى عثمان، وكان
يهودياً فأسلم. وفي تاريخ دمشق: ووجدوا في كنيسة اليهود صبيانا يتعلمون الكتابة في
قرية من قرى عين التمر يقال لها نقيرة، وكان فيهم حمران بن أبان مولى عثمان. وفي
تاريخ اليعقوبي "وسبى منهم سبايا كثيرة بعث بهم إلى المدينة، وبعث إلى كنيسة
اليهود فأخذ منهم عشرين غلاماً". وذكر البلاذري في (فتوح
البلدان: 513، معجم البلدان 4 : 74 )"قال الحجاج بن يوسف الثقفي (ت 95 هـ)
يوماً وعنده عباد بن الحصين الحبطي: ما يقول حمران؟ لئن انتمى إلى العرب ولم يقل
إنه مولى لعثمان لأضربن عنقه، والحجاج هو المعروف بقوميته وتعصبه للعرب.وقد كان
عامر بن عبد قيس عير حمران بعدم عروبته، فمما جاء في العقد الفريد: (... كلمه
حمران مولى عثمان بن عفان عند عبد الله بن عامر صاحب العراق في تشنيع عامر [بن عبد
القيس] وطعنه عليه، فأنكر ذلك، وقال حمران له: لا كثّر الله فينا مثلك! فقال له
عامر: بل كثّر الله فينا مثلك! فقيل له: أيدعو عليك وتدعو له؟ فقال: نعم، يكسحون
طرقنا، ويخرزون خفافنا، ويحوكون ثيابنا..". إشارة منه إلى مهن ومشاغل الموالي
آنذاك.
12. هو راوي وضوء رسول الله عن عثمان بن
عفان لم يرو حمران عن غير عثمان ومعاوية بن أبي سفيان مع أنه كان قد عاصر كثيراً
من الصحابة، ولم يوثقه أحد من ائمة الرجال لا المتشددين ولا المتساهلين ولا المعتدلين، الا ابن حبان في «الثقات» والذهبي في «ميزان الاعتدال». قال الاستاذ
بشار عواد معروف في كتاب ( تهذيب الكمال 7 : 304) ملخّصاً حال حمران بالقول:
"ما وجدتُ أحداً وثّقه سوى ابن حبان والذهبي، وقال ابن سعد: لم أرهم يحتجون
بحديثه، وأورده البخاري في الضعفاء." ثم قال" "قلتُ: ويظهر من جماع
ترجمته أن الرجل لم يكن أمينا تلك الامانة التي تؤدي إلى توثيقه توثيقا مطلقا،
فلعلّ هذا هو الذي تبيّن للبخاري [حين أورده في الضعفاء]، على أن البخاري ومسلماً
قد احتجا به في الصحيح." . يروي عنه البخاري حديث وضوء النبي "عَنْ
حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ أنَّه رَأَى عُثْمَانَ بنَ عَفَّانَ
دَعَا بوَضُوءٍ، فأفْرَغَ علَى يَدَيْهِ مِن إنَائِهِ، فَغَسَلَهُما ثَلَاثَ
مَرَّاتٍ، ثُمَّ أدْخَلَ يَمِينَهُ في الوَضُوءِ، ثُمَّ تَمَضْمَضَ واسْتَنْشَقَ
واسْتَنْثَرَ، ثُمَّ غَسَلَ وجْهَهُ ثَلَاثًا ويَدَيْهِ إلى المِرْفَقَيْنِ
ثَلَاثًا، ثُمَّ مَسَحَ برَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ كُلَّ رِجْلٍ ثَلَاثًا، ثُمَّ
قالَ: رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَوَضَّأُ نَحْوَ وُضُوئِي
هذا، وقالَ: مَن تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هذا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لا
يُحَدِّثُ فِيهِما نَفْسَهُ، غَفَرَ اللَّهُ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ." المصدر : صحيح البخاري . كما روى عنه البخاري
" حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ قَالَ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ قَالَ
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِى التَّيَّاحِ قَالَ سَمِعْتُ حُمْرَانَ بْنَ
أَبَانَ يُحَدِّثُ عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ : ( إِنَّكُمْ لَتُصَلُّونَ صَلاَةً ،
لَقَدْ صَحِبْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا رَأَيْنَاهُ
يُصَلِّيهَا ، وَلَقَدْ نَهَى عَنْهُمَا ، يَعْنِى الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ
الْعَصْرِ) " رواه البخاري (رقم/587) .
13. كان لحمران هذا دور كبير في اثارة
الناس على عثمان حتى قتلوه فقد اتفق مع مروان ابن الحكم صاحب خاتم عثمان على تزوير
كتاب باسم عثمان كما جاء في كتاب ( البدء والتاريخ ) للمقدسي منشورات مؤسسة
الخانجي بمصر " قال مروان بن الحكم لحمران بن أبان كاتب عثمان فكان خاتم
عثمان مع مروان بن الحكم إن هذا الشيخ قد وهن وخرف وقم فاكتب إلى ابن أبي سرح أن
يضرب أعناق من ألب على عثمان ففعلا وبعث الكتاب مع غلام لعثمان يقال له مدس على
ناقة من نوقه فمر بالقوم وهم نزول بحسمي فاتهموه وأخذوه وقرروه وأخرجوا الكتاب من
إداوة له وانصرفوا إلى المدينة "
14. وكان حمران ابن ابان اول من سب عليا في
البصرة " لما صالح الحسن معاوية وثب حمران على البصرة فأخذها فبعث إليه معاوية
بسر بن أرطأة فصعد حمران إلى المنبر وشتم عليًا رضي الله عنه ثم قال: أنشد الله
رجلًا عليمًا أني صادق إلا صدقني أو كاذب إلا كذبني فقال أبو بكرة: لا نعلمك إلا
كاذبًا" .
15. أبو بكر محمد بن سيرين، أصله من
"عين التمر" وهي بلدة غربي الكوفة قريب من الأنبار، فتحها خالد بن
الوليد عنوة سنة 12هـ في خلافة أبي بكر، فكان سيرين والد محمد مولى لأنس بن مالك، وأمّه
صفية مولاة لأبي بكر. قال مصعب بن عبد الله الزبيري (محمد بن سيرين من عين التمر
من سبي خالد بن الوليد، وكان خالد بن الوليد وجد بها أربعين غلاما مختفين
فأنكرهم، فقالوا: إنا كنا أهل مملكة، ففرَّقهم في الناس؛ فكان سيرين منهم، فكاتبه أنس
فعتَقَ في الكِتاب " (رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد وابن عساكر في
تاريخ دمشق ).
- وقال أبو العيناء محمد بن القاسم: حدثنا ابن عائشة، قال: (كان سيرين أبو محمد بن سيرين من أهل جرجرايا، وكان يعمل القدور
النحاس، فجاء إلى عين التمر يعمل بها، فَسَباه خالد بن الوليد، وكان يسار أبو
الحسن البصري من أهل ميسان، فسُبى، فهو مولى الأنصار). رواه
الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد وابن عساكر في تاريخ دمشق. من اشهر محدثي البصرة وحفاظها في رواية الحديث ودرايته، وكان من
المكثرين لرواية الحديث النبوي الشريف، لذلك كان يعتبر من اشهر من دارت عليهم
الرواية في البصرة، ويكفي انه قد اخرج له اصحاب المصنفات المعتمدة كالامام البخاري
ومسلم واصحاب السنن . وقال أيضًا: ابن
سيرين لم يسمع من أبي الدرداء ولا من سلمان. "العلل" ٣/
الورقة ١٣٠. قال أبو زرعة الدمشقي في تاريخه الصفحة 2096 : حدثنا أمية بن خالد. قال: سمعت شعبة يقول: قال خالد الحذاء: كل شيء قال محمد، يعني ابن سيرين،
يثبت عن ابن عباس، إنما سمعه من عكرمة، لقيه أيام المختار بالكوفة. ".
* وقال البزار(في كشف الاسرار الصفحة 292 ) : لم يسمع ابن سيرين من ابن عباس. "وقال الدارقطني: الحسن وابن سيرين لم يسمعا من أبي بكرة. "العلل" ٢/
الورقة ٩٣. قال البخاريُّ: محمد بن سيرين لم يَسْمع من مَعْقل بن يسار. "ترتيب علل الترمذي الكبير" الورقة
٧٥
16. روى مسلم هذا الحديث عن محمد بن العلاء
عن حمادِ بن أسامة [7607]، وعبدُ الرزاق في المصنف [8399]، وابن حنبل عن عبد
الرزاق وعن محمد بن جعفر وعن يزيد بن هارون [7750، 9326، 10594]، أربعتهم عن هشام
بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أنه قال: “الفأرة مسخ، وآية ذلك أنه يُوضع
بين يديها لبن الغنم فتشربه، ويُوضع بين يديها لبن الإبل فلا تذوقه”. فقال له كعب:
أسمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!. فقال: أفأنزِلت علي التوراة؟!
17.
(ابن
إسحاق ، محمد بن إسحاق بن يسار ) الذي قام ابن هشام بتلخيص السيرة النبوية اعتمادا
على كتابه المعروف باسم (سيرة ابن إسحاق) . ابن إسحاق هذا الذي كتب السيرة النبوية
التي نقراءها اليوم قال عنه (مالك ابن انس ) امام المذهب المالكي وصاحب (الموطاء )
" وما ابن إسحاق إنما هو دجال من الدجاجلة نحن أخرجناه من المدينة يشير والله
أعلم أن الدجال لا يدخل المدينة " . وكان يقول: “محمد بن إسحاق كذَّاب”. وقال
أبو جعفر العقيلي :" حدثني أسلم بن سهل ، حدثني محمد بن عمرو بن عون ، حدثنا
محمد بن يحيى بن سعيد القطان قال: قال أبي: سمعت مالكا يقول: يا أهل العراق من يغت
-أي يفسد- عليكم بعد محمد بن إسحاق " روى مالك عن هشام بن عروة قوله"
أشهد أنه كذاب" وكانَ هِشام بن عروة بن الزبير يُجرِّحِه. كما ان ابن حجر
ذكره في المدلسين حيث ورد في كتاب " طبقات المدلسين " والمعروف أيضا
باسم " تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس " لاحمد بن علي بن
حجر العسقلاني أبو الفضل شهاب الدين المعروف باسم الحافظ ابن حجرمنشورات (مكتبة
المنار الأردن ) ، تحقيق وتعليق الدكتور ( عاصم بن عبدالله القريوتي ) الأستاذ
المساعد بكلية الحديث والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ،
الطبعة الأولى ، طباعة جمعية عمال المطابع التعاونية ، عمان ، الأردن في الصفحة 51
ذكره في الطبقة الرابعة من المدلسين بالتسلسل 125 قال عنه السيوطي في كتابه (أسماء
المدلسين ) " محمد بن إسحاق كثير التدليس ويعرف بالإمام " . وقال عنه ابن
سعد في الطبقات الكبرى " محمد بن إسحاق بن يسار مولى قَيْسِ بْن مَخْرَمَةُ
بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قصي ويكنى أبا عبد الله. وكان جده
يسار من سبي عين التمر. وكان محمد بن إسحاق أول من جمع مَغَازِي رَسُولِ اللَّهِ
18. كذلك ظهر عبد الله ابن عمرو ابن العاص : ذكر عدد من أهل
العلم مثل ابن تيمية في مقدمة التفسير وابن كثير في البداية والنهاية أن عبدالله
بن عمرو وقع له يوم اليرموك زاملتين من كتب أهل الكتاب فكان يحدث بها يقول ابن
تيمية " كان
عبد الله بن عمرو قد أصاب يوم اليرموك زاملتين من كتب أهل الكتاب، فكان يحدث منهما"
(تلخيص كتاب الاستغاثة، المعروف بالرد على البكري، لابن تيمية، تحقيق: أبي عبد
الرحمن محمد بن علي عجال، نشر مكتبة الغرباء الأثرية).ورد في فتح الباري بشرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر العسقلاني:عَبْد
اللَّه -بن عمرو- كَانَ قَدْ ظَفِرَ فِي الشَّام بِحِمْلِ جَمَل مِنْ كُتُب أَهْل
الْكِتَاب فَكَانَ يَنْظُر فِيهَا وَيُحَدِّث مِنْهَا فَتَجَنَّبَ الْأَخْذ عَنْهُ
لِذَلِكَ كَثِير مِنْ أَئِمَّة التَّابِعِينَ . قال الإمام أحمد في فضائل الصحابة "عبد
الرزاق قال أنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن عقبة بن أوس عن عبد الله بن عمرو قال
وجدت في بعض الكتب يوم غزونا اليرموك أبو بكر الصديق أصبتم اسمه عمر الفاروق قرن
من حديد أصبتم اسمه عثمان ذو النورين أوتي كفلين من الرحمة لأنه يقتل أصبتم اسمه
قال ثم يكون وإلي أرض المقدسة وابنه قال عقبة قلت لابن العاص سمهما كما سميت هؤلاء
قال معاوية وابنه"
.
19.
كانت الاتجاهات التي ركزت عليها الدعاية الاموية هي
:
أ.
تشويه صورة رسول الله وتقديمه لسكان المناطق
التي تم احتلالها في العراق والشام ومصر وبقية الدول ( حاشا رسول الله من هذه
الاوصاف ) بصورة الطفل الفقير اليتيم راعي الغنم الذي لايقراء ةلا يكتب رغم ان نفس
الرويات تذكر ان جميع اعمامه وأبناء عمومته واصدقاءه يقرأون ويكتبون العحوز المتصابي الذي يتزوج طفلة وهي في سن الست
سنوات ويدخل بها في سن التاسعه والشبق جنسيا يدور على تسع نساء في غسل واحد والذي يسرح القمل في راسه والذي لاينظف يديه من الغائط
والذي مات ودرعه مرهون عند يهودي . وقد اخذت هذه الاحاديث طريقها الى كتاب البخاري
ولكنّه (« صحيح البخاريّ ») لا يخلو من أحاديث قليلة في متونها نظر قد يصدق
عليه بعض ما عدّوه من علامة الوضع، كحديث سحر بعضهم للنبيّ صلّي الله
عليه ] وآله [ وسلّم الذي أنكره بعض العلماء كالإمام الجصّاص من
المفسّـرين المتقـدّمين، والاُستاذ الإمام محـمّد عبـده من المتأخّرين لانّه
معارض بقوله تعالي: إذْ يَقُولُ الظَّـ'لِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ
إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا * انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الاْمْثَالَ فَضَلُّوا
فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً.
ب.
الاتجاه الثاني تبرير الجرائم التي ارتكبت اثناء
ما عرف بحروب الردة بنسبة اعمال حرق وقتل الاسرى الى النبي مثل قتل اسرى بني قريضة
وتقطيع ام قرفة والحديث المفترى عن نية الرسول حرق دور من لم يحضر الصلاة .
ت.
نسبة غزوات الى النبي رغم ان النبي لم يغزو أي قوم
بل كانت حروبه دفاعية ولكن احتاجوها لتبرير غزو البلدان المجاورة التي اسموها
فتوحات وكان هذا مهمة اليهوديين محمد ابن إسحاق وكثير ابن افلح .
ث.
ضرب الصلاة واحداث تغييرات فيها وكانت هذه مهمة
اليهودي حمران ابن ابان
ج.
ذكر أبو جعفر الإسكافيّ أنّ
معاوية حمل قوماً من الصحابة، وقوماً من التابعين علي رواية أخبار قبيحة
في عليّ عليه السلام تقتضي الطعن فيه والبراءة منه، وجعل لهم علي ذلك
جعلاً يرغب في مثله، فاختلقوا له ما أرضاه. قال: منهم أبو هريرة، وعمرو بن
العاص، والمغيرة بن شعبة، ومن التابعين عروة بن الزبير، قال: وروي
الزهريّ: أنّ عروة بن الزبير حدّثه فقال: حدّثتني عائشة قالت: كنت عند
رسول الله صلّي الله عليه وآله، إذ أقبل العبّاس وعليّ، فقال لي صلّي
الله عليه وآله: يَا عَائِشَةُ ! إنَّ هَذِينِ يَمُوتَانِ عَلَي
غَيْرِ مِلَّتِي ـ أَوْ قَالَ: عَلَي غَيْرِ دِينِي.
ح.
وضع الاخاديث في فضائل (الصحابة ) قال ابو عبد الله إبراهيم بن محمد بن
عرفة بن سليمان ، العتكي الأزدي الواسطي ، المشهور بنفطويه " إن أكثر
الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في أيّام بني أميّة ، تقرّباً إليهم
بما يظنّون أنّهم يرغمون به أنوف بني هاشم " . ( النصائح الكافية تأليف:
السيد محمد بن عقيل بن عبد الله بن عمر بن يحيى العلوي الصفحة 89 )
خ.
قال الإمام محمّد عبدة :إنّ عموم البلوى بالأكاذيب حقّ على الناس في دولة
الأمويين ! فكثر الناقلون وقلّ الصادقون ، وامتنع كثير من أجلّة الصحابة عن الحديث
إلّا لمن يثقون بحفظه ( عن تاريخ الإمام محمّد عبدة 2 : 347.) .
20. عندما تولى عمر ابن
عبد العزيز الحكم عمل تشجيع كتابة الاحاديث فكتب عمر ابن عبد العزيز بتقديم الدعم
المادي لرواة الاحاديث روى الخطيب البغدادي عن أبي بكر بن أبي مريم قال: كتب عمر
بن عبد العزيز إلى والي حمص: "مُرْ لأهل الصلاح من بيت المال بما يغنيهم؛
لئلاّ يشغلهم شيء عن تلاوة القرآن، وما حملوا من الأحاديث" ( الخطيب
البغدادي: شرف أصحاب الحديث 155)
21. في المرحلة القادمة
نتحدث عن تسارع حركة تصنيع الاخاديث بتشجيع من عمر ابن عبد العزيز وظهور اول ذكر
لكتال لجمع الاحاديث ودور الاوزاعي ومالك والزهري في تصنيع الاحاديث .
تعليقات
إرسال تعليق