أكاذيب لابد من كشفها 5– عمر وبنات كسرى الثلاث
الدكتورزهير جمعة المالكي
من الأكاذيب التي يحلو للمتأسلمين
ترديدها من اجل اباحة سبي النساء أرضاء لحكامهم أكذوبة عمر وبنات كسرى الثلاث
فيدعون ان جيوش عمر قد سبت بنات كسرى يزدجرد الثلاث وتم احضارهن الى عمر الذي وزع
الثلاث على علي ابن طالب فزوجها الى ابنه الحسين لتصبح ام ابنه علي ابن الحسين
الملقب بزين العابدين ومحمد ابن ابي بكر فانجب منها ابنه القاسم والثالثه منحها
لابنه عبد الله ابن عمر فانجب منها ابنه سالم ابن عبد الله ابن عمر ولو راجعوا
كتبهم او استعملوا عقولهم مرة واحدة لادركوا ان هذه القصة من أولها الى اخرها
اكذوبة اخترعها وعاظ السلاطين لاباحة سبي النساء فالحادثة من المفترض وقعت سنة 18
هجرية والحسين ابن علي في ذلك الوقت كان عمره 14 سنة بل ان كسرى يزدجرد نفسه كان
طفلا عندما تولى الحكم وخسر عرشه بعد ست سنوات فمتى أصبحت له بنات في سن الزواج ؟
وعلي ابن الحسين ولد سنة 38 هجرية أي بعد عشرين سنة من الحادثة المكذوبة كما ان
القاسم ابن محمد ابن ابي بكر ولد سنة 35 للهجرة أي بعد 17 سنة من الكذبة فهي كذبة
من الأكاذيب التي ادعوها لعمر .
1.
يزدجرد الثالث اسمه يزدجرد بن شهريار بن برويز بن أنوشروان، وهو آخر
ملوك الدولة الساسانية، وكانت سنه إذ ذاك خمس عشرة أو ست عشرة سنة. تمت توليته
العرش وهو صغير، فكان الوزراء والعظماء يدبرون ملكه لحداثة سنه. وقد عاش بعد
تمليكه عشرين سنة أمضى منها زهاء سبع سنين بالمدائن ثم خرج منها حين قاربها العرب
وظل يطوف في أرجاء إيران حتى قتل في خراسان حوالي سنة ثلاثين من الهجرة في خلافة
عثمان.
2.
القادسيّةَ كانَت سنةَ 636 م أي 15هـ التي هزمَ فيها يزدجرد الثّالث. هربَ يزدجرد الثالثُ مِن عاصمةِ الدّولةِ
السّاسانيّةِ (المدائن) إلى حلوان، ثمّ إلى أصبهان، فلمّا إنتصرَ المسلمونَ في
نهاوند هربَ إلى إصطخر. فتوجّهَ عبدُ اللهِ بنُ بديلٍ بنِ ورقاء بعدَ فتحِ أصبهان
لإتّباعِه فلم يقدِر عليهِ كما جاءَ في كتابِ فتوحِ الشّامِ للبلاذريّ، ص: 307. إذن: كانَ يزدجرد صغيرَ
السّنِّ وغيرَ متزوّجٍ، فمِن أينَ لهُ البناتُ حتّى يأسرهنَّ عمر ؟ .
3.
ولد أبو محمد القاسم بن محمد بن أبي بكر التيمي القرشي سنة 35 هـ في
خلافة علي بن أبي طالب وولد سالم ابن عبد الله ابن عمر في خلافة عثمان .
4.
قال ابن سعد في " الطبقات
" (5 / 211) : علي بن الحسين
بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ، وأمه : أم ولد ، اسمها غزالة وقال
البلاذري :" قالوا: وكانت أم عَلِيّ بْن الْحُسَيْن سجستانية ، تدعى سلافة " ." انساب الأشراف " (3 / 325) .وقال
ابن قتيبة في " المعارف " (ص 214)
:
" وأما " عليّ بن الحسين الأصغر
" فليس للحسين عقب إلا منه . ويقال : إن أمه سنديّة ، يقال لها : سلافة –
ويقال : غزالة - خلف عليها بعد " الحسين " . أما القاسم بن محمد بن أبي
بكر ، فقد ذكر ابن سعد في " الطبقات
" (5 / 187) :" القاسم بن محمد
بن أبي بكر الصديق ، وأمه أم ولد يقال لها سودة " انتهى
.وتابعه أهل العلم على هذا ولم يذكروا
أنها بنت كسرى . والكلام نفسه ينطبق على أم سالم بن عبد الله بن عمر ، حيث قال ابن
سعد رحمه الله تعالى :" سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وأمه أم ولد " انتهى من
" الطبقات " (5 / 195) ..
5.
أن محمد بن أبي بكر كان عمره حين توفي عمر بن الخطاب لا يتجاوز13 سنة
، فقد صح أنه ولد في حجة الوداع في السنة 10 للهجرة
.اي ان عمره عندما وقعت هذه الواقعة
المفتراة كتن ثماتن سنوات عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ِ، قال : " إِنَّ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَثَ تِسْعَ سِنِينَ لَمْ
يَحُجَّ ، ثُمَّ أَذَّنَ فِي النَّاسِ فِي الْعَاشِرَةِ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجٌّ ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ بَشَرٌ كَثِيرٌ ،
كُلُّهُمْ يَلْتَمِسُ أَنْ يَأْتَمَّ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، وَيَعْمَلَ مِثْلَ عَمَلِهِ ، فَخَرَجْنَا مَعَهُ ، حَتَّى أَتَيْنَا
ذَا الْحُلَيْفَةِ ، فَوَلَدَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ مُحَمَّدَ بْنَ أبِي
بَكْرٍ " رواه مسلم (1218) ..
6.
مدن كسرى كالمدائن و بهرسير التي يحتمل أنها كانت مكان إقامة بناته ،
فتحها المسلمون في سنة 16 للهجرة ، وعمر محمد بن أبي بكر يومئذ ست سنوات .
7.
الإمام الحسين بن علي عند حصول هذه الواقعة 14 سنة واكبر ابناءه هو
علي الأكبر ابن الحسين وزين العابدين هو ثاني ابناءه فمتى تزوج ؟ .
8.
مما تقدم يتبين ان هذه الخرافة انما كانت اكذوبة اخترعها المتاسلمون
لاضفاء بطولات كاذبة للحاكم الثاني للتغطية على الحقيقة .
تعليقات
إرسال تعليق